الصحية وعلاج قوارير التوت وبن صالح وتجبير الكسور والعطار

بقي الناس سنوات الطويلة حتى ما قبل حوالى أربعة عقود يعتمدون في علاجهم على ما تصرفه "الصَّحِية" وهذا هو اسمها من "حبوب" تلف في ورق عادي والمشكلة ان "الشراب" الذي يكتبه الطبيب كان يوضع في "قوارير" زجاجية تباع امام المستشفيات من "السيدات" يقمن بتجميعها من البيوت من بقايا المشروبات وشراب "التوت" ويتم غسلها وعرضها تحت الشمس ويضع الصيدلي فيها العلاج السائل بعد تركيبه في الصيدلية .. أتحدث عما قبل 30 عاماً قبل ان يعرف الناس اصول العلاج والطب وقبل انتشار المستشفيات الحكومية المجهزة وقبل وجود المستشفيات الخاصة، وكانت "الصحية" هي المكان الذي يتجه اليه المرضى حتى ان العمليات "الصغيرة" هي فقط ما كانت تقوم به هذه "الصحيات" اللوزتين والزائدة وتضميد الجراح.

قدور الحقن
أما "الإبر" أو الحقن فكانت تعقم بوضعها في "قدور" بها ماء على النار وتعاد الأبرة بعد استعمالها من المريض مرة اخرى للقدر وهكذا وهو ما يمكن ان يكون سببا في اصابة بعض الناس "بالفيروسات" فيما بعد لعدم تعقيم هذه "الابر" .

الكسور
الكسورر لم تكن من اعمال المستشفيات وإن وجد بها هذا التخصص اذ كان الناس يتجهون إلى "المجبر" وهو اسم الطبيب "البلدي" الذي يقوم بعلاج الكسور او ما يسمى"الشُعر" واعادة ربطها وعرف من اشهر هؤلاء المجبرين "بن صالح" في مكة المكرمة وهذه كنيته وهو من اسرة "الخطابي" وكان منزله في "ريع الكحل" ويعالج كافة الكسور مهما كانت ويصف العلاج "الشعبي" واصبح من اصحاب الخبرة في ذلك سنوات طويلة حتى قبل ان يتوفى يرحمه الله.

الانتقال للطب
مع تطور العلاج في المستشفيات توقف الناس فترة عن مراجعتها بعد أن تعودوا على "الطب البديل".

العطار
في الحجاز عُرف "العطار" والذي يقوم بإعداد العلاج عن طريق "الاعشاب" لجميع الامراض واشتهر في مكة المكرمة "ابو زبيبة" و"صبغة" وغيرهم ومازالت هذه المحلات لها اقبال حتى الآن مع ما وصل إليه الطب من تطور.

هذه الأيام
تلك الايام مضت بما كان يحمل أهلها والذين مازالوا على قيد الحياة من "مشاعر" و"نوايا" حتى ان العلاج لدى "العطار" و"المجبر" كان في قرارة انفسهم يساوي ما عداه مهما كانت الوسيلة والجهاز والطبيب الكفؤ.

جريدة البلاد 2/8/1430هـ