التكييف .. والخدمة في الحرمين الشريفين
اهتمام بالغ يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــــ حفظه الله ــــ للحرمين الشريفين وكل ما يتعلق بمشاريع توسعتهما وتمديد أنابيب تكييف الهواء لأروقتهما، والعمل على توسعة الساحات الخارجية وتظليلها وقاية للمصلين من ضربات الشمس.
كما يحمد له ــــ حفظه الله ورعاه ــــ تنفيذ مشروع توسعة المسعى الذي يسر على المعتمرين السعي بين الصفا والمروة في يسر وارتياح، وكذا إقامة شبكة السير للجمرات بأدوارها المتعددة لتسهيل رمي جمرة العقبة دون مشقة.
ونظرا لتصاعد درجة الحرارة في منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة مع كثرة عدد المعتمرين والحجاج، فقد سبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن أصدر أمره الكريم بتعميم تكييف المسجد الحرام لتوفير الطمأنينة للطائفين والقائمين والركع السجود، بيد أن ضخامة المشروع لم تمكن القائمين على تنفيذه من إتمام التكييف من الجوانب الشرقية والشمالية والجنوبية مما يسبب إصابة الكثيرين بالإرهاق الحرار ي الذي هو أقسى من ضربات الشمس.
صحيح إن المشروع ضخم ولكن أهمية منافعه تدعو للمطالبة بالإسراع في تنفيذ مشروع تعميم التكييف في المسجد الحرام إنفاذا للأمر السامي الكريم.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أمرا ساميا آخر قد صدر قبل ثلاث سنوات بتركيب «ساعة مكة» على أحد أبراج وقف الملك عبد العزيز ورغم مضي الأعوام الثلاثة فإنه لاحس ولا خبر عن الساعة التي تشير إليها جميع المحطات التلفزيونية العربية والعالمية وهي لما تزل في رحم الغيب!!
والحديث عن الحرمين الشريفين يشد القلم ـ إن صح هذا التعبير ـ لمناشدة معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين فضيلة الشيخ صالح الحصين أن يتدبر أمر المرشدين والمرشدات، في الحرمين الشريفين سواء بإعطائهم دورات تدريبية أو مراقبتهم، والمرشدات بالذات لاستبعاد اللواتي يسئن للناس بتصرفاتهن غير الكريمة، وتوجيههم للطائفات والمصليات بأسلوب أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه غير لائق.
فلقد شاهدت بعيني من بعد ما تحدث إلي أكثر من طرف عن الأسلوب المستهجن الذي تستخدمه المرشدات في معاملة الطائفات والمصليات، الأمر الذي ينشر القلق ولا يوفر الطمأنينة وفي الوقت نفسه يسيء للبلد وسمعة أهله الذين يحرصون على إكرام الحجاج والمعتمرين والزوار برعايتهم وتقديم الخدمات لهم، تأسيا بسياسة حكومتنا الرشيدة التي تصرف البلايين وتبذل الكثير من الجهد لتوفير الراحة والأمن والأمان لجميع الحجاج والمعتمرين من الوافدين والمواطنين والمقيمين..
إن المطلوب من الرئاسة العامة لشؤون الحرمين أن تحسن اختيار المرشدات من ناحية، وأن توفر لهن دورات تأهيلية لمعاملة الناس بالتي هي أحسن ومن ثم مراقبة المرشدين والمرشدات في الحرمين الشريفين واستبعاد من يثبت عليه عدم احترامه للموقع الذي يعمل فيه، وسوء تصرفه مع الطائفين والمصلين والزائرين ردعا له وعبرة للآخرين فهل إلى ذلك من سبيل ؟
عكاظ 3/8/1430هـ