في خدمة الحجيج

أحسنت الزميلة الغرّاء «البلاد» صنعًا، إذ أفردت صفحتين كاملتين من عددها ليوم الأحد الفائت (4/8/1430)، لتغطية شاملة لنشاطات مؤسسة جنوب آسيا، كأنموذج للخدمة المعاصرة المتوفرة للحجاج، والتنظيم الدقيق الذي يسهّل أمورهم، ويوفر كل احتياجاتهم.

إن ما تنفقه الدولة لخدمة الحجيج من بلايين الريالات لتوسعة الحرمين الشريفين، وما تؤسسه كل عام من طرق وبنية تحتية في منطقة المشاعر، وما تحشده كل عام من ألوف الموظفين، لتوفير الرعاية الصحية والدينية، وحفظ الأمن، وتيسير أداء الفريضة، والسهر على راحة الحجيج، كل ذلك لم يعدْ خافيًا على أحد، لكن خدمات القطاع الخاص والمتمثل في مؤسسات الطوافة والأدلاء والوكلاء والزمازمة، هي التي تحتاج إلى إبرازها، والتعريف بها، وليس من شك أن مؤسسة جنوب آسيا -وهي كبرى مؤسسات الطوافة- هي الأنموذج الأمثل لما وصلت إليه خدمات الحجيج، من تنظيم دقيق، ورعاية شاملة، ومهنية متطورة.

* * *
لقد استقبلت المملكة في الحج الفائت (1429) 1.729.841 حاجًا من خارج البلاد، كان نصيب مؤسسة جنوب آسيا منهم وحدها حوالى 450 ألف حاج، أي ( 26%)، وإذا كان من الطبيعي هذه الأيام، أن تستخدم مؤسسات الطوافة خدمات الحاسب الآلي، لتنظيم أعمالها، وتأمين كفاءة خدماتها، فإن أحدًا قد لا يتصوّر أن مؤسسة جنوب آسيا، قد بدأت منذ عام 1425 استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، وهو أحدث ما يستخدم هذه الأيام في تنظيم المجالات العمرانية والتخطيطية، وربط المواقع الجغرافية، وتيسير الحصول على الخرائط والمعلومات بصورة منظمة وآلية، وقد أصبح هذا النظام يغطي جميع خدمات المؤسسة في المشاعر، وفي مكة المكرمة، بما في ذلك مواقع مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للمؤسسة ومساكن الحجاج وتنقلاتهم.
* * *
كثيرة هي الإنجازات التي حققتها هذه المؤسسة الرائدة، خاصة في خدماتها المتميزة للنساء من الحجاج، واهتمامها البالغ بتوعية الحجيج، حتى زادت إصداراتها الإعلامية عن 80 إصدارًا بعدة لغات، وابتكار وسائل جديدة لخدمة الحجيج خاصة المرضى والتائهين وكبار السن وخدمات الإسعاف، ممّا يوضّح أبعاد ما تقدمه الدولة السعودية حكومةً وشعبًا، للحجاج والمعتمرين والطائفين والعاكفين والركع السجود، وكل ذلك هو تكليف رباني وشرف عظيم.

جريدة المدينة 8/8/1430هـ