إفادة الأنام بأخبار بلد الله الحرام 1-2
ما أن تخلص صاحب الفضيلة معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش من الأعمال الرسمية والمهام التي أسندها ولاة الأمر إلى معاليه حتى تفرغ لدراسة وتحقيق كتب التراث ونشرها وخاصة ما كان منها متعلقا بمكة المكرمة وتاريخها حتى بلغ عددها بضعة عشر مؤلفا تهتم بفضل مكة المكرمة، ومن سكنها وحدودها وكل ما يتعلق بتاريخها العظيم .
وقد جاء بعدها، أو بالأصح آخرها المؤلف الكبير الذي وضعه العلامة المحدث المؤرخ الشيخ عبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي (1290-1365هـ) وهو بعنوان يدل على موضوعه :
إفادة الأنام
بذكر أخبار بلد الله الحرام
مع تعليقه المسمى إتمام الكلام
ومما تضمنته مقدمة الطبعة الأولى ما كتبه دارس الكتاب ومحققه معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ونصه:
إن دارة الملك عبد العزيز قد رغبت إلي في تحقيق كتاب
(إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام) تأليف الشيخ عبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي، وأن أعلق عليه بما يقتضيه المقام، وذلك بموجب خطابهم رقم 2156/5/1 وتاريخ 17/10/1422هـ، فلم يسعني إلا إجابة الطلب رغبة مني في خدمة تاريخ هذا البلد الكريم، وقد صادف ذلك هوى في نفسي، خاصة وقد أخذت عهدا على نفسي بأن أسهم بشكل فعال في إخراج العديد من الكتب المؤلفة والمحققة في تاريخ مكة وتراجم أهلها، ومن سكنها، حتى بلغت تلك الكتب التي من الله علي بإنجازها، وإخراجها أحد عشر عنوانا أكثرها يحتوي على مجلدات عدة، غير عشرات المقالات والأبحاث في المناسبات المختلفة والمؤتمرات والمجلات العلمية والثقافية داخل وخارج المملكة، فأحمد الله وأشكر فضله العميم، وأرجوه التوفيق والسداد.
وقد انتهيت من تحقيق هذا الكتاب، ووقع في سبعة مجلدات ضخام، خصص الأخير منه للفهارس العامة، وذلك في مستهل عام 1426هـ، وقد دفعت به إلى الدارة، فقامت مشكورة بإحالته إلى محكمين كما هو المتبع لديهم، وأرسل إلي بموجب خطاب الدارة رقم 4/1/493/م وتاريخ 2/5/1427هـ وقمت بتصحيحه واستدراك ملاحظات المحكمين، والتي كان لها أبلغ الأثر في تقويم الكتاب، وتصحيحه، وبهذه المناسبة يسرني أن أتوجه للسادة المحكمين الذين قاموا بتحكيم وتصويب هذا الكتاب بالشكر الجزيل، ولو إني لأعرف أسماءهم.
وبعد استدراك ما به من ملاحظات واستدراكات تم دفعه للدارة بتاريخ 21/9/1427هـ، ونظرا لتأخر إصدار الكتاب من قبل الدارة ، فقد كتبت إليهم مستعجلا طباعته، أو الإذن لي بطباعته عن طريقي، فأذنوا لي مشكورين بموجب خطابهم رقم 4/1/2/1492/م وتاريخ 24/11/1429هـ بطباعته، مذيلين خطابهم المشار إليه بالعبارة التالية: (يسر الدارة تلبية رغبة معاليكم بطباعة التحقيق من قبلكم ...).
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لدارة الملك عبد العزيز ولجميع القائمين عليها وعلى رأسهم معالي أمينها العام الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وهم من رشحوني وأشاروا علي بتحقيق هذا الكتاب القيم، ووفروا لي نسخه الخطية، فجزاهم الله خير الجزاء..
وإلى الغد لنوضح أهمية الكتاب بما احتواه من تاريخ البلد الحرام.
عكاظ 11/8/1430هـ