من ذاكرة الأيام .. القرارة - المعابدة - الكيلو - الجديد .. عهد الهندل وزمن المأمور

.. من السبعينيات الهجرية عُرف "الهاتف" في منازل قليلة في مكة المكرمة وهو مايطلق عليه "الهندل" اشارة لوجود قطعة تقوم مقام الأرقام اليوم يُطلب بها "المأمور" الذي يقوم بمهمة ايصال "المحادثة" للطرف الثاني المطلوب.. وكان الاستاذ عمر عراقي هو اول من تولى عملية الاشراف على جهاز الهاتف القديم الذي يقوم على "تمديد" اسلاك للمنازل والجهات الحكومية عبر "اعمدة خشبية" موضوعة في الشوارع ويسمى المهندس القائم على توصيلها "المعمر".


يا .. قرارة ...
وسائط التوصيل كانت في تلك الفترة وحتى آواخر الثمانينيات الهجرية مراكز وضعت في بعض الاحياء اطلقت عليها "مسميات"حسب الحي الموجودة فيه مثلاً سنترال المعابدة - القرارة- الكيلو- الجديد.

المحادثات....في هذه الايام يوجد من لم يعرف الهاتف القديم الذي كان يقوم على وجود "واسطة" مابين المتحدثين حتى ان "المأمور" يتدخل في بعض المحادثات نظراً لمحدودية "الخطوط" ليخبر الطالب للمحادثة ان زمن المكالمة طال ليتم انهاء المكالمة وكان التوصيل من سنترال لآخر يتم عبر "الموظف" مثلا يطلب القرارة المعابدة يتم التوصيل للمشترك الذي طلب القرارة لوجود منزله أو الادارة الحكومية ضمن خدماته.

الخدمة الصحفية....في تلك الفترة كانت الوسيلة الوحيدة لنقل الاخبار الصحفية بين مدينة لأخرى ايضا عبر " السنترال القديم" وكانت اعمدة التوصيل ممتدة طوال مسافة خط مكة المكرمة - جدة "القديم" وكانت الرياح والامطار تسقط هذه الاعمدة لتتوقف الخدمة مابين مكة وجدة او مابين الاحياء ومن الطبيعي ان نشاهد اعمدة هاتف اصيبت من جراء حادث مروري تنتظر وصول "المعمر" لإعادة تمرير الاسلاك عليها.

البريد....بدأت خدمات البريد من مكة عبر مدرسة "المبرقات" والتي كانت مديرها تلك الفترة الشيخ "عالم" يرحمه الله وتقوم على تعليم "المورس" وهو نقل الكلمات عبر وسائط تعتمد على "النقر" على آلة تترجم الكلمات إلى حديث بين الناس من منطقة لأخرى وفي أيام الحج توزع مراكز يعمل عليها موظفون في منى وعرفات لاستقبال "البرقيات" بين مدن المملكة وخارجها لكن التسعينيات الهجرية شهدت دخول خدمات متطورة متقدمة جداً في مجال البرق والبريد والهاتف عن طريق وزارة البرق والبريد والهاتف ووزيرها د. علوي كيال وحدثت النقلة الكبرى في هذا المجال.

البلاد 23/8/1430هـ