هل تتوقف الدراسة غداً بمكة والمدينة؟
كنت قد كتبت في صحيفة المدينة (21/10/1429هـ)، أي منذ أكثر من عام، مقالا بعنوان: «هل تراعى ظروف الحج بالمنطقة الغربية؟»، تناولت فيه توصية المجلس البلدي بمكة المكرمة، والتي رفعها إلى وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، منذ أكثر من عامين، حول ضرورية بدء إجازة المدارس والجامعات والكليات في فترة الحج قبل الإجازة الرسمية الشاملة في المملكة بأسبوع على الأقل.
لست الكاتب الوحيد الذي علق على توصية المجلس البلدي، راجيا استجابة الوزارتين بتعديل التقويم الدراسي في مكة المكرمة، والمدينة المنورة.. بحيث تبدأ إجازة المدارس والجامعات والمعاهد والكليات في موسم الحج بهاتين المدينتين المقدستين قبل عشرة أيام من الإجازة الرسمية الشاملة التي تتمتع بها المدارس والجامعات في موسم الحج.
فقد سبقني إلى الكتابة، (عن معاناة الطلبة والطالبات، والمعلمين والمعلمات عن كثافة مرور السيارات والحافلات في موسم الحج في مكة والمدينة)، كل من الأستاذ فوزي خياط (الندوة)، د. زهير كتبي (الندوة)، د. ابتسام حلواني «عكـاظ»، د.إبراهيم الدعيلج (البلاد).
إن أحياء مكة المكرمة والمدينة المنورة وشوارعها لا تزال تعاني من اكتظاظ الحجاج، مشاة وركبانا لدرجة أصبح من الضروري توقف الدراسة في ذروة موسم الحج في المدينتين.
ولئن سبق وأن توقفت الدراسة بمكة المكرمة بحلول 29 ذي القعدة، أي قبل (5) أيام من بدء الإجازة الشاملة، فإن هذه الخمسة أيام لا تكفي لتفادي الزحام.. ذلك أن اشتداد الزحام يبدأ من 25 ذي القعدة، الأمر الذي يستوجب توقف الدراسة اعتبارا من ذلك التاريخ وليس بعد ذلك.
فكما إن من المحكمة أن قامت الدولة بمنح إجازة يومين لمدارس الرياض وجامعاتها حين انعقدت إحدى المناسبات فيها على المستوى الدولي، فإن من الحكمة أيضا أن تتوقف الدراسة في المدينتين المقدستين مراعاة لوضعهما الذي تختلف فيهما عن بقية مدن المملكة .. فنتفادى بذلك غياب الطلبة والطالبات أو تأخرهم عن الحضور .. فضلا عن تعطل العاملين والموظفين عن أعمالهم .. خاصة القائمين على خدمة مئات الألوف من الحجاج من داخل المملكة وخارجها!
ولقد تداول الكثير من المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات وأساتذة الجامعة والأستاذات ضرورة أن تراعى ظروف الحج في مكة والمدينة فتتوقف الدراسة عن المدارس والجامعة بمجرد اشتداد الزحام في أواخر شهر ذي القعدة الجاري .. وأنها حين لم تتوقف خلال مواسم الحج الماضية في التاريخ المشار إليه اضطرت بعض المدارس إلى السماح لطلابها وطالباتها بالغياب للمشقة التي تلحق بهم للوصول إلى مدارسهم في الوقت المحدد.
والآن .. يوافق هذا اليوم (25) ذي القعدة دون أن يصدر قرار بإيقاف الدراسة اعتبارا من غد السبت، فهل تبادر وزارة التربية والتعليم، و وزارة التعليم العالي غدا فتعفي الدارسين من التوجه إلى المدرسة وإلى الجامعة لتحقق بذلك مصلحة الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات .. فتستقر النفوس، وتهدأ الأعصاب، وتنضبط الدراسة؟ فلننتظر.. فإن غدا لناظره قريب.. والله ولي التوفيق.
عكاظ 25/11/1430هـ