توضيح على توضيح مدير جامعة أم القرى!
الشكر أولاً على تفضل معالي د. وليد أبو الفرج بالتجاوب مع ما ورد في مقالة يوم السبت 28/10/ 1430هـ بعنوان «أول مدير للمعارف يا جامعة أم القرى».
أورد التوضيح والبيان المنشور يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 في جريدة “المدينة” الذي تضمنه رد معالي مدير جامعة أم القرى د. وليد أبو الفرج، والذي جاء في مطلعه: «اطلعت لجنة تكريم رواد مكة المكرمة على ما أحاله إليها مدير الجامعة الأستاذ الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج متضمنًا المقالة المنشورة بهذه الجريدة في عددها الصادر يوم السبت 28شوال 1430هـ بقلم الكاتبة نبيلة حسني محجوب بعنوان: ( أول مدير للمعارف يا جامعة أم القرى) تنعى فيه على الجامعة ما رأت أنه خطأ تاريخي أن تبادر الجامعة بتكريم الشيخ السيد محمد طاهر الدباغ -رحمه الله- رائدًا من روّاد التربية والتعليم قبل غيره ممّن تقدمه تاريخيًّا، وجعلت من ذلك قضية حيث ليس ثمة قضية».
قبل أن أزيد يتضح الإغفال المتعمد للقضية الأساسية التي تضمنها العنوان من أول كلمة لآخر سؤال، ولا أستطيع الزعم بأنه إغفال دون قصد أو سهو، لأن البيان صادر من لجنة علمية لا يمكن أن تغفل أو أن تسهو وهي تصدر بيانًا مسؤولاً، وتحمل معالي مدير الجامعة مسؤولية ما يصدر عنها، رغم أنه لا يتحمّل مسؤولية ما حدث في حفل التكريم من أخطاء سواء كانت من اللجنة العلمية، أو من المتحدثين، لكن معاليه يدرك مسؤوليته الآن عن هذا الصرح العلمي في أم القرى لذلك سارع بالتفاعل والتجاوب المشكور.
تأبى اللجنة الموقرة الاعتراف بالخطأ، فهي تؤكد في بيانها؛ أن التكريم لم يتطرق إلى القضية التي اختلقتها من لا شيء بقولها: «ونود أن نشير أخيرًا إلى أن اللجنة لم تكن غافلة عن أقدمية هؤلاء وأن نؤكد أنه لم يجر أبدًا في أدبيات حفل التكريم الإشارة إلى أن السيد محمد طاهر الدباغ كان أول مدير للمعارف، لأن الأمر ليس كذلك ثم إن الحفل لم يكن من أجل تكريم مديري المعارف» أكتفي بهذا القدر ليتأكد معالي مدير الجامعة أن اللجنة الموقرة -ربما- ظنت أنه يمكنها تكذيبي؛ لأن كل المستندات بحوزتها، وغفلت أن هناك “لصًّا ظريفًا” اسمه “جوجل” يختلس الوقائع والمستندات والوثائق، ويحتفظ بها للباحثين عن الحقيقة والضعفاء أمثالي الذين لا يمكنهم إدخال يدهم في فم السبع وخطف لقمة! لم أختلق قضية كما جاء في بيان اللجنة الموقرة، بل سمعنا ووعينا ما جاء في كلمة الدكتور ناصر الصالح، الذي قال: «ويعد الدباغ من الرواد في التعليم من بداية عمله في السلك التعليمي كمدرس بمدرسة الفلاح، التي أصبح مديرًا لها في ما بعد، وتدريسه في حلقات الحرم المكي الشريف، ومن ثم تعيينه كأول مدير للمعارف بمكة المكرمة في عهد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، عام 1355هـ»، وهذا الكلام إذا لم يكن موجودًا في سجلات الجامعة فهو على هذا الموقع لمن أراد الاطلاع عليه
http://www.facebook.com/topic.php?uid=127797836751&topic=12351
والموضوع تغطية إعلامية نشرت في جريدة الشرق الأوسط ربما لذلك تغاضت اللجنة الموقرة عن ما جاء في مطلع المقال، وهو لب القضية، واستعرضت إنجازاتها وضوابطها وليعذرني القارئ الكريم لأني سأورد الفقرة كاملة من مقالي «أول مدير للمعارف يا جامعة أم القرى» كي يقارن ويتأكد أن ثمة قضية أم أني «أنعى على الجامعة مبادرتها تكريم السيد الدباغ» كما يقول بيان اللجنة ؟!! «وسط ضجيج الفرح والتكريم والشهادات والكلمات، لم ننتبه كثيرًا إلى الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه جامعة أم القرى بمكة المكرمة، الاثنين 27/2/ 1427هـ. كنت أنا وصديقتي فريدة صالح شطا برفقة صديقتنا الحبيبة مها فتيحي، نشارك آل الدباغ احتفالية تكريم السيد طاهر الدباغ كأول مدير للمعارف! لم نلتفت إلى اعتراض العزيزة فريدة، ليس على التكريم، ولا على شخصية المكرم؛ بل على الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه جامعه عريقة بها قسم لدراسة التاريخ الحديث، وهي دأبت على تكريم الرواد من رجالات مكة المكرمة»! كان التكريم بصفته أول مدير للمعارف» انتهى. أعتذر لك معالي الدكتور، لأن اللجنة العلمية للأسف ربما لم تبذل الجهد الكافي لتوافيك بالحقيقة التي ظهرت واضحة جلية في كلمة مدير جامعة أم القرى في حفل الدباغ، والتي أوردتها في مقدمة المقال، ومعها الرابط كما يمكن لمعاليكم الاطلاع على مقالي “شهادة على التاريخ في جامعة أم القرى” بتحريك الماوس على Google لأني ذكرت فيه أن تكريم السيد الدباغ بصفته أول مدير للمعارف، فلماذا صمتت اللجنة العلمية على المقالات والتغطيات المنشورة في الصحف ومتاحة ومباحة لمن يبحث عن الحقيقة، فلو أن ما جاء في بيان اللجنه هو الحقيقة، لماذا لم تبادر اللجنة الموقرة بتوضيحها للصحف؟! ولماذا لم توقف المتحدثين الذين تحدثوا في هذا السياق وأولهم مدير الجامعة؟ كان يمكن تدارك الخطأ بالاعتراف والاعتذار، لكن الإصرار عليه يحوله إلى تضليل للأجيال، لأن الاحتفالية موثقة في الجامعة بالتأكيد ولن تبقى اللجنة مدى الدهر تكذب من يحاول لفت الانتباه إلى الخطأ الذي أوقعتنا فيه جامعة لها مكانتها العلمية والبحثية!!
المدينة 26/11/1430هـ