سوق العرب وشارع الجوهرة
كان الحج بالنسبة لأهل مكة المكرمة "نزهة" بمعنى أن الحج كان من السهولة التي تجعل الاهالي، يكررونه كل عام .. واتحدث عن اواخر الثمانينيات الهجرية وماقبلها عندما كان الأهالي ينصبون خيامهم على مقربة من الجمرات ومسجد الخيف ويقضون أياماً جميلة لايشعرون فيها بأي تعب او ارهاق حتى ان الجيران القادرين على الحج بسياراتهم يصطحبون جيرانهم ويقومون بتخصيص خيام للسيدات واخرى للرجال في عرفات ومنى.
وهناك من الاهالي من يصعدون الى منى منذ اليوم السابع وتتولى سيدة البيت اعداد "المعمول" و" الغريبة" و" الُنقل" من بداية شهر الحج أو ما قبله لتقديمها ايام عرفات ومنى بل وتقوم بإعداد وجبات الطعام ليالي منى من مختلف الاطعمة من المائدة المكية الشهيرة بأنواع الاطمعة .. وكان الناس يلتقون امام الخيام في ايام منى وتحديداً فترة العصر والمساء ليالي العيد.
وفي منى يوجد سوق واحد هو " سوق العرب" ولا اعرف من اطلق عليه هذا الاسم والطريق له عبر شارع الجوهرة وعلى جانبيه اي سوق العرب تجد المحلات التجارية والمقاهي ومطاعم "الفول" ومخابز "التميس" ومحلات لبيع هدايا الاطفال بمناسبة العيد ومع ضيق الشارع في الطريق من والى الجمرات مساء الحادي عشر والثاني عشر تجد الناس يلتقون مع من يعرفون من الاقارب والاصدقاء في لوحة جميلة جدا بل ان هناك من يصطحب معه عدداً من الاقارب والاصدقاء الى حيث مكان الخيمة لتناول الشاي او العشاء ..
واليوم لم يبق شيء من ذلك!! اما في عرفات فكان اهل مكة يتولى الشباب او رب الاسرة الاشراف من يوم الثامن او السابع في اعداد خيمة او خيام عرفة ..و رغم وجود المكيفات في منازل مكة الا انها لم تصل تلك الفترة الى خيام عرفات ومنى لكن المحبة والترابط والصلات كانت هي ما يضفي على الناس حلاوة الساعات والايام دون ما شعور بحرارة الجو التي لم تتغير من تلك الفترة لليوم .. لكن الحج ومن سنوات قريبة اصبح شبه مستحيل لأهالي مكة بعد التنظيمات الجديدة واصبحوا مثلهم مثل من يرغب في الحج من غير اهل مكة حتى لجيران المشاعر من سكان العزيزية والششة والعوالي.
وجيل اليوم لايمكن ان يصدق الصورة القديمة للحج بعد ان رأى اليوم ما يحتاجه الناس عند الرغبة للحج من تصريح وعقد سكن عن طريق مؤسسة لحجاج الداخل ومواصلات و.. و.. و .. وان تغيرت الصورة بزيادة اعداد الحجاج عن تلك الفترة التي تحدثت عنها قبل اكثر من اربعة عقود.
جاري اللواء السبيعي
بعد خدمة مميزة زادت عن الثلاثة عقود ونصف العقد نال الصديق والجار الوفي اللواء عبد العزيز محمد السبيعي "وسام" التقاعد والذي اعده أنا بعد أن عرفت ميزة التقاعد بعد العمل المضني وساماً خاصة من خرج من الخدمة وهو بصحته ونقاء سيرته الوظيفية بعد ان قدم للوطن اكثر من نصف العمر اذا اعتبرنا ان العمر 60 عاماً .. وجاري اللواء المتقاعد اليوم عرفته كما عرفه الناس يحمل الكثير من الصفات والتعامل الرفيع والخلق الحسن عمل في بداية عمله في قوات الطوارئ الخاصة ثم قائداً لأمن امارة منطقة مكة المكرمة سنوات طويلة منذ امارة الامير ماجد بن عبد العزيز يرحمه الله مرورا بالأمير عبد المجيد يرحمه الله وجزء من امارة الامير خالد الفيصل وفقه الله ثم نقل نائبا لمدير شرطة القصيم .. وبراً بوالديه اللذين يقيمان في جدة تمنى نقله الى جدة او مكة حيث يسكن من سنوات طويلة وتحقق له ذلك بإحالته للتقاعد للبقاء بجوار والديه فضلا من الله عليه فكسب اللواء الاخرة ولم يخسر "الدنيا" بما قدمه طوال فترة سنوات خدمته نرحب به معنا في نادي المتقاعدين ونصفق له ولأمثاله بحسن السيرة والسمعة.
البلاد 3/12/1430هـ