من ثمار القرارات الصائبة في الحج (2)
تضمنت القرارات الصائبة التي اتخذت من أجل خدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام استخدام الخيام المقاومة للحريق، وقد كان هذا القرار بديلاً عن الخيام العادية التي كانت تستخدم آنذاك والتهمت بعضها النيران وأكلت بعضها البعض فعمدت الإدارة العامة للدفاع المدني على استحداث آليات جديدة لإطفاء الحريق من خلال الاستشعار عن بعد ونفذت التجربة بنجاح كبير وقام بتمويلها أحد المحسنين الذي رغب عدم الإفصاح عن اسمه آنذاك، كان ذلك قبل الشروع في مشروع الخيام المقاومة للحريق والمستخدم حالياً منذ اثني عشر عاماً.
وفي العام الماضي أنهت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أربعة ابراج سكنية على أطراف الجبال وانضم هذا العام برجان إضافيان ليصبح المجموع ستة أبراج وانتفع منه الحجاج في العام الماضي ويحدونا الأمل بالتوسع في بناء منى كلها مع الحرص على خفض التكاليف والاكتفاء بدورين فقط على مسطحات منى، ونتوجه بالشكر لله أولاً ثم للعلماء الأفاضل الذين اسهموا في فتوى البناء بعد احجام دام سنوات طويلة والدعاء لهم على حرصهم في التيسير على الحجاج.
ومن أهم القرارات الصائبة في هذا العام التي تضاف إلى منع السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول المشاعر والتي تطبق لأول مرة في هذا العام هو قرار صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة بتفعيل التوجيهات الملكية السابقة بنقل الدوائر الحكومية من مشعر منى، ويحدونا كبير الأمل بأن ينفذ هذا القرار دون استثناء ولا بأس في إرجاء تنفيذ هذا القرار على بعض الإدارات حتى العام القادم ليتمكنوا من الإعداد له مبكراً، إلا أن ثمار هذا القرار ستقطف بإذن الله وينصب في التوسيع على الحجاج وخدمتهم.
ومن القرارات الصائبة في الحج تشجير عرفات و تزويد عدد من الطرق الرئيسية برشاشات الماء (الرذاذ المتطاير) للمساهمة في خفض درجات الحرارة وكلا التشجير وذرات الماء المتطاير كان لها دور كبير في تلطيف وتحسين البيئة في عرفات لا سيما في المنطقة المحيطة بمسجد نمرة وشوارع عرفات وقد فاز هذا المشروع بجائزة مكة للتميز قبل عدة شهور.
يبقى أمامنا تحديات أخرى لعل في طليعتها تنظيم الحجاج المشاة الذين أتوقع أن يشهد عددهم زيادة في ضوء تطبيق الإجراءات المشددة في مقدمتها (لا حج بدون تصريح) ولا تنقل في عربات تقل حمولتها عن 25 راكباً وبالتالي فإن التفكير لا بد وأن ينصب على التحكم في حدود المشاعر المقدسة حتى لا يتسلل لها الخارجون على النظام أو الذين لا يعبأون بتنظيم الحج الذي لا يستهدف إلا تحقيق المصالح العليا لحجاج بيت الله الحرام. وأختم هنا بالقرار الصائب وإن جاء متأخراً المتمثل في استبعاد الاخوة المكلفين بالعمل في التوعية الإسلامية ممن عرف عنهم الغلو والتشدد وعدم التيسير في الحج ولو جاء هذا القرار قبل بضع سنوات ربما تمكنا من توفير مبلغ أربعة مليارات ومائتي مليون ريال تكاليف جسر الجمرات الجديد، ولكن نفعه سيعم إن شاءالله،ونعوذ بالله من شر الشياطين .
المدينة 7/12/1430هـ