المشاري .. وراشد السعيد

يحمل جيلنا الكثير من الوفاء والود والاعتراف بما قدمه عدد من المعلمين الذين تعلمنا على ايديهم في المرحلة الابتدائية ومن هؤلاء في المدرسة المحمدية الابتدائية في "الجميزة" المربون الكبار عبد الله مشاري الهزاني وعلوي علي اليوسفي والسيد التمار وابراهيم خان وسهل المطرفي من الدول العربية الاساتذة مجدي الدجني وسميح وغيرهم .. وقد كان استاذنا عبد الله مشاري مديراً للمدرسة في فترة دراستنا في المرحلة الابتدائية 1379هـ وجاء بعده المربون علوي اليوسفي وحسن زمزمي وجميل دمنهوري .. وكان الاستاذ "المشاري" صاحب شخصية قوية رجل انيق الملبس يحمل ملامح تربوية وقيادية .. واستمرت علاقتنا به طوال السنوات الماضية نسأل عنه ونلتقي به في بعض المناسبات وقد دعوته الى حفل "تقاعدي المبكر" الذي اقامته اسرة الرحمانية الابتدائية في مكة في 24 شوال 1425هـ وتفضل بالحضور مع ابنه سعد احد زملائنا في التعليم رغم عدم حرصه على الحضور في سنوات حياته وقد اكرمني بذلك وفرحت كثيراً وانا وعدد من الزملاء ومنهم استاذنا علوي اليوسفي متعه الله بالصحة الذي شاركه في الحضور.. وفوجئت في السابع من هذا الشهر بزميلنا التربوي القدير عضو المجلس البلدي الاستاذ مبارك القرشي ينقل لي وفاة استاذنا عبد الله مشاري وانا في الطريق لتقديم واجب العزاء تذكرت تلك الايام ونحن في اول حياتنا في التعليم وقد وجدنا امثاله من رجال التربية والتعليم الاوائل كان لهم الفضل بعد الله في الكثير مما نحن فيه اليوم .. رحم الله استاذنا عبد الله مشاري وعوضنا فيه الخير بما قدمه على مدى سنوات طويلة للتربية والتعليم.

راشد السعيد
على ان شهر الحجة هذا العام حمل لي رحيل رجل من خيرة الرجال في مكة المكرمة الشيخ راشد السعيد والذي اراد الله له ان يجاوره في يوم عرفات وتلك نهاية حسنة يتمناها اي مسلم ودفن في اليوم الثاني الجمعة العاشرة من الحجة وقد عرفت هذا الرجل من سنوات طويلة مع الشيخ عبد الله بن سعيد احد وجهاء مكة المكرمة رحمه الله وذلك في حينا "الجميزة" ومرت السنوات وارتبطت به اكثر وبأبناء الشيخ عبد الله وابنائه الذين هم نتاج رجال عرفوا في مكة المكرمة بالإصلاح والاعمال الحسنة وقد كان منزل الشيخ راشد يجاور مكان عملي الاول في الششة مدرسة الملك خالد الابتدائية وتوثقت العلاقة بعد انتقالي الى ادارة المدرسة الرحمانية في 1417هـ وعندما اردنا اصدار كتابها الاول في 1420هـ اتصل الشيخ راشد وطلب المساهمة كما قام بزيارتي مع ابنه د. خالد واطلع على تجهيزات المدرسة وقدم لها الدعم وكان يرحمه الله مؤمناً بدور المؤسسات التعليمية كما كنت ابعث له بعض الحالات لأسر محتاجة ويقوم بمساعدتها جعل الله ذلك في ميزان حسناته ثم عرفت انه احد قدامى طلاب الرحمانية الابتدائية في مرحلة الستينات الهجرية ولم يكشف لي ذلك حتى انه عندما قدمت له درعاً في حفل مغادرتي العمل الذي رعاه وكيل امارة منطقة مكة المكرمة آنذاك الاستاذ عبد الله الفايز جزاه الله خيراً تردد كثيرا وقال لي بعد الحفل لقد قدمت ما اراه واجبا لا استحق عليه اي شكر.

رحمه الله الشيخ راشد الذي كان يتواصل بالعطايا اليومية مع اطفال الحي الذي يسكنه وصاحب خلق وثقافة وحكمة كريم في مجلسه يسأل عن الناس ويحرص على متابعة اخبار الصحف وله تواصل اعلامي وعوضنا الله في ابنائه الخير والعزاء لهم لانني مررت بظرف صحي لم يمكنني من تقديم واجب العزاء في حينه.

جريدة البلاد 18/12/1430هـ