أهمية مجاري السيول في عرفات
في ثنايا حديث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة عن النجاح المشهود لموسم حج هذا العام بفضل من الله، ثم بفضل ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات واستعدادات وما أنجزته من مشاريع جاء تأكيد سموه على عدم وقوع أية حوادث في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة بسبب الأمطار لوجود خطط كاملة لهطول الأمطار ومواجهتها بما يكفل سلامة حجاج بيت الله، مشيرا إلى أن الشيء الملموس هو مشاريع تصريف مياه السيول في منى وعرفات.
وأضاف سموه: «أن الجميع قد لمس كمية الأمطار التي هطلت وعدم تأثيرها بشكل كبير على الحجاج أو المكان، وأن ذلك لم يحصل بالصدفة، وإنما كان نتاج مشاريع تصريف السيول، لافتا إلى إقامة السدود في الجبال وقنوات لتصريف المياه والاستفادة منها في خزانات من خلف الجبال».
وأمام هذه الحقائق فقد وجدت أن من الإنصاف الاعتراف بالخطأ فيما سبق أن كتبت في مستهل هذا العام 1430هـ عن مشاريع تصريف سيول عرفة وأنه لاداعي لها لكون الأمطار التي تهطل على عرفات عادة ما تتجه إلى وادي عرنة دون أن تؤثر على الوضع أو الحجاج في عرفات، وبالتالي لا داعي لإتلاف الأشجار التي يتظلل بها الحجيج في عرفات.
ولما كان الواقع الذي تحدث به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بما شهدته عرفات هذا العام بالاستفادة من مشاريع تصريف سيول الأمطار يؤكد لزومية المشاريع وأهميتها وهو ما أوجب اعترافي بخطأ الرأي فيما كتبت ودفع بي للاتصال بالدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشرف العام على مشاريع المشاعر مستفسرا عن تفاصيل مشروع تصريف مياه الأمطار بمشعر عرفات ومدى الأهمية التي تحققت من جراء تنفيذه؟ فأكد لي سيادته أن للمشروع فوائد عديدة في مقدمتها القنوات الكبيرة التي تنحدر إليها مياه الأمطار لتسير بمياهها بعيدا عن عرفات وتجنب الحجاج أي تضرر من الأمطار مهما بلغ حجمها من خلال مشروع الصرف السطحي الذي تم من خلاله تنظيم كافة المرافق بعرفات سواء بالنسبة لمواقع الخيام أو الممرات منها وإليها وتسهيل الحركة داخل المشعر.
بالإضافة إلى تسوية التلال التي كان من نتاج تمهيدها إضافة مليون متر مربع لمشعر عرفات، أو بالأصح لاتساع المساحة التي تنصب فيها الخيام في عرفات.
كما أن المشروع قد حدد المواقع التي سيتم عليها تنفيذ المشاريع المستقبلية لخدمة الحجاج في عرفات ومن ذلك الميضاءات ومراكز التوعية وخلافها من المرافق الحيوية التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذها لخدمة الحجاج وتسهيل مهمة القائمين على رعايتهم.
هذا بعض ما تحدث به سعادة الدكتور حبيب زين العابدين وعساه أن يجد الوقت ليدلي بما لديه من معلومات جمة لمحرر صحفي يكشف حجم ما يتم من مشاريع في المشاعر المقدسة سواء في عرفات أو المزدلفة أو منى، خاصة مشاريع المباني في سفوح الجبال في منى .. والله المستعان.
عكاظ 22/12/1430هـ