الندوة ماضيا ومستقبلا
.. حدثنا التاريخ العربي أن صحافيا ممتازا هو أديب إسحاق قد ظهر بعد منتصف القرن الماضي، وقد أشار عليه أستاذه جمال الدين الأفغاني بإصدار صحيفة، فأصدر أديب إسحاق تلك الصحيفة ولم يكن معه يومئذ ــ كما قال ــ غير عشرين فرنكا.
كان هذا في القديم، أما اليوم فإن أي مشروع صحافي يتطلب الكثير من الملايين مع العدد الوفير من ذوي الخبرة في مجال النشر والاقتصاد، والتسويق.
الصحافة اليوم هي أن ترضي القارىء بما يجسد تطلعاته فيما تنشره من أخبار ومقالات ومتابعة للأحداث التي يتطلب رصدها جيش من المحررين وأحدث المعدات، وأكفأ القدرات.
هذا بصورة عامة، فكيف بجريدة تصدر من مكة المكرمة التي هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ؟
بالتأكيد لابد أن تكون على أفضل مستوى، ولذا فقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ بالعمل على الارتفاع بمستوى جريدة الندوة لتؤدي دورها بدقة وأن تعبر عن الرمز الذي تمثله فعلا في هذا البلد الذي هو مكة المكرمة. وذلك وفق ما جاء في تصريح معالي الدكتور عبد العزيز خوجة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب الاجتماع الذي عقد بحضور معالي الدكتور محمد عبده يماني رئيس مجلس إدارة الندوة، وسعادة الدكتور فهد العرابي الحارثي رئيس مركز إسبار للدراسات والذي تم التوقيع معه على إجراء الدراسة التي يتم بها تنفيذ التوجيهات السامية التي قال عنها معالي الدكتور عبد العزيز خوجة:
وجهني خادم الحرمين الشريفين حفظه الله توجيها صريحا واضحا بأن تعود الندوة كما كانت في أوائل عهدها التي تمثل ليس فقط مكة المكرمة وإنما تمثل جميع أطياف المملكة العربية السعودية والثقل السياسي والقدسي لهذه المدينة العظيمة، ومن هذا المنطلق قام الملك عبد الله بمبادرات كثيرة جدا لهذه الجريدة في السابق، ووجهني بأن تعود هذه الجريدة قوية وعصرية.
وأوضح معالي الوزير أن المؤسسات الصحافية السعودية انطلقت انطلاقة كبيرة وأثبتت نفسها سواء الموجود منها في الرياض، أو جدة، أو المنطقة الشرقية، وقال: أما بالنسبة لجريدة الندوة فإنها تعتبر حالة استثنائية لأنها جريدة مكة المكرمة وتحمل رمزية معينة فهي تمثل واجهة كبيرة ليس لمكة فقط وإنما للمملكة ككل.
من جانبه وجه معالي الدكتور محمد عبده يماني رئيس مجلس الإدارة شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزيرالثقافة والإعلام على الاهتمام بتطوير الندوة وبأن تلعب الصحيفة دورها الأساسي الذي يتفق مع موقعها في مكة المكرمة، وقال الدكتور اليماني: إننا لا نملك إلا الدعاء لخادم الحرمين الشريفين وأن يجزيه الله خيرا على فعله، ونتمنى أن نحقق رؤية الملك وننافس المؤسسات الصحافية الأخرى في أسرع وقت وإني أؤكد أنه سيبقى للندوة اسمها )..
والذين يعرفون تاريخ الصحافة في بلادنا يذكرون الماضي المجيد لجريدة الندوة منذ أن أسسها الشيخ أحمد السباعي وبعد أن استقبلها الشيخ صالح جمال عليهما رحمة الله، فقد كانت بالفعل جريدة معبرة للنبض الإسلامي والوطني الذي جعلها بين مجموعة الصحف المتقدمة في الصفوف الأولى وهو ما نؤمله لها بإذن الله في مستقبلها الذي وجه إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه.
عكاظ 6/1/1431هـ