الدكتور خوجة يُحلّق في سماء الإبداع
يقول المثل : الذهب يتغطى لكنه لا يصدأ , وهذا ما ذكّرني بمعالي الدكتور / عبدالعزيز محي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام الجديد , والذي كان في يوم من الأيام وكيلا لوزارة الإعلام سابقا ( الثقافة والإعلام حاليا ) , ومن ثم نال ثقة خادم الحرمين الشريفين ليمثّلنا سفيرا للوطن في أكثر من دولة , كان آخرها لبنان الشقيقة , حتى عاد إلى مكانه الأصلي , فتوقع الجميع أن بروتوكولات التمثيل الدبلوماسي سوف تبعد معاليه عن عشقه الأصلي , وهو الإعلام الذي سعى خلال وجوده ضمن منظومته أن يحقق طموحه لكن عدم وجوده على هرمه إضافة إلى مغادرته له سفيرا جعلت أمانيه تتوقف , حتى عاد في التشكيل الوزاري الجديد مطلع العام الماضي , و كنت أخالف الجميع بتأكيدي أن معاليه لم ينس بل لا يزال ذاكرا , وفعلا بدأ من حيث انتهى السابقون وأكثرمن ذلك , وهذا اتّضح جليا حينما قرأ مذيع نشرة الأخبار في القناة الأولى الأمر الملكي الذي كان ينص على تعيين مسؤول في الدولة , والذي كان عادة يذكر المذيع كل تفاصيله من رموز وأرقام رسمية يتفق الجميع على أن المشاهد والسامع والرائي ليسوا بحاجة لها , إنما المحتاج لها هي الجهات الرسمية التي سوف تنفذ هذا الأمر , وفعلا قرأ المذيع نص الأمر الملكي دون تفاصيله الطويلة , فعلمت أن ذلك من تجديد إخراج معالي وزير الثقافة والإعلام الجديد بعد مباشرته العمل , بل لم يتوقف عند هذا الحد بالرغم من أن معاليه لم يكمل السنة وزيرا , خصوصا وأن الجميع تعود أن المسؤول الجديد لا يبدأ التغيير قبل مرور عام على الأقل , وإنما تواصل التجديد في كل شيء بدءا من نشرات الأخبار مرورا بالبرامج وحتى الأسلوب , ولم يتوقف عند ذلك بل طال الديكور نفسه , وأضيف إليه صرف مستحقات المتعاونين مع الوزارة ومنسوبيها والمتوقفة منذ سنوات , بل وتسديد ديونها , مما جعل الجميع يسأل
ويقول : هل ما نشاهده هي غصب واحد وغصب اثنين , بل فاجأ معاليه الجميع بأن توّج كل ذلك بالإعلان عن شيء جديد هو ليس قناة يتيمة كما صار في القنوات الخمس السابقة وهي الأولى والثانية والرياضية والإخبارية والمناسبات , ولا قناتين ولا ثلاث بل أربع قنوات دفعة واحدة , والأجمل من هذا كله أنها كما تمنى المشاهد حيث القرآن الكريم من مكة المكرمة والسنة النبوية من المدينة المنورة , والتي نحن أولى به من غيرنا لاحتضان وطننا الغالي للحرمين الشريفين في مكة المكرّمة والمدينة المنورة , (( والشيء بالشيء يذكر حيث كنت أشاهد قناة القرآن الكريم ليلة الإربعاء الماضي تنقل صورة من داخل الحرم المكي الشريف و على الهواء مباشرة بعد منتصف الليل والأمطار تهطل بغزارة فتمنيت أني هناك لحظتها )) والثالثة للثقافة ونحن بأمس الحاجة إليها , لأن البرامج الثقافية لو جاءت على غيرها فهي مختزلة ومختصرة فجاءت لتعطيها مساحة أكبر ( ومن لم يصدق هذا الاختزال فليسأل المتألقة ميسون أبو بكر وكيف تعاني ) , والرابعة للاقتصاد الذي نحن بأمس الحاجة لقناة مختصة به .
وهنا أؤكّد أن هذا لم يتم لولا أن خادم الحرمين الشريفين ( يحفظه الله ) قد أعطى القوس لباريها فتألق إعلامنا وتفوق على نفسه , فشكرا لله أولا ثم لمعالي الوزير المهذّب الخلوق الدكتور / عبدالعزيز محي الدين خوجة وفريق العمل الذي خلف هذا الإنجاز الكبير.
أسعد الله أوقاتكم
المدينة 9/1/1431هـ