خير الهدايا الكتب 2
في ضحى يوم مبارك تلقيت مكاملة تليفونية وكان المتكلم الاستاذ السيد حسين محمد بافقيه وطلب مني عنوان منزلي فذكرت له العنوان مفصلاً وبعد ساعة طرق الباب مبعوث السيد حسين حاملاً كتابين الأول ذاكرة الرواق وحلم المطبعة في اصول الثقافة الحديثة في مكة المكرمة والثاني د. طه حسين والمثقفون السعوديون ــ وبالنسبة للاول ذاكرة الرواق وحلم المطبعة الذي كتب عنه اخي العزيز الاستاذ عبدالله في 7، 8/10/1430هـ
وباسم الله اكتب بقدر ما يفتح الله به عليَّ ــ ان مكة المكرمة أعزها الله منبع الثقافة ففيها ولد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حراء نزل عليه الأمين جبريل أول ما أنزل الله من القرآن (اقرأ) واليها يتجه المسلمون لأداء الصلوات المفروضة، واليها يحج المسلمون وللحرم الحرام دور كبير في حلقات الدروس في مختلف العلوم الدينية والفلك والمنطق والبديع ـــ وفي موسم الحج يتلاقى العلماء القادمون بالعلماء المكيين ويستفيد هؤلاء من أولئك وبالعكس ــ والتمازج السكاني جعل لمكة المكرمة وللمدينة المنورة طعماً خاصاً ليس في العلم وحده، ولكن في كل شيء، ومكة المكرمة هي سنترال الكون والى كعبتها يتجه العالم كله وهي عاصمة الثقافة الإسلامية منذ بدء الخليقة والى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ومن المدينة المنورة اصدر الرسول صلوات ربي وسلامه عليه اول وثيقة إسلامية جامعة شاملة، ويذكر المؤرخون ان اسم مكة يطلق على البلد الحرام والحرم المكي يحيط بها من جميع جهاتها، ويقول بعض المؤرخين ان لمكة أسماء كثيرة منها (أم القرى، البلد العتيق، البلد الأمين، المأمون، البلد الحرام، إصلاح، كوثاء، البلدة، النبع، المسجد الحرام)
وفيها زمزم خير ماء على وجه الأرض، كذلك لزمزم اسماء كثيرة منها (زمزم، سقيا الله، اسماعيل، بركة سيدة، نافعه، مضنونه، عونه، بشرى، صافية، بره، عصمة، سالمة، ميمونه، مباركة، كافيه، عافية، مغنية) وكثرة الاسماء تدل على عظمة المسمى.. وان في هذا لإصداره (ذاكرة الرواق وحلم المطبعة، سدَّ فجوة في المكتبة العربية والشكر لمؤلفه الذي بذل الجهود الكبيرة لاصدار ــ كذلك الشكر موصول له على اهدائه الكريم ــ ومعذرة ان لم أكتب عن الكتاب الثاني فالكتابة من مثلي لا تؤخر ولا تقدم فان سعادة الاستاذ الكبير طه حسين وكذلك الادباء السعوديون أصحاب الرعيل الأول في الحجاز الذين جاءت اسماء أكثرهم في مؤلف بلخير وخوجه (وحي الصحراء) قد يكون كافياً، وان لم يكن كافياً بمعنى الكلمة ــ وقبل نصف قرن كانت بالقاهرة مناظرة بين عميد الأدب د. طه حسين ومستشار طب العظام الاديب الاستاذ د. كامل حسين رحمهما الله وكان السؤال (أيهما أنفع للمجتمع الاديب أم الطبيب) فكان رد د. طه حسين (الطبيب أنفع لأن العقل السليم في الجسم السليم) ورد البروفيسور الاديب كامل حسين (الاديب أنفع لأنه يوجه الطبيب)
وهكذا الكبار يولدون كباراً ليعيشوا كباراً ويموتوا كباراً مكرراً شكري وجم تقديري للاستاذ الاديب السيد الجليل/ حسين محمد بافقيه زاده الله رفعة ووفقه انه جواد كريم وبالاجابة جدير.
الندوة 10/1/1431هـ