حافظ وهبة ومكّة.. مرَّة أخرى..!
لا يَسعد الكَاتِب في ميدان كِتَابته؛ قَدر سعادته بكَمِّ التَّفاعُل الذي يَحظى به، مِن لدن أهل القراءة وأصحاب الاطّلاع!
وقبل أيَّام طَرَح «الحبر الأصفر» مقالاً تحت عنوان: «حَافظ وَهبة ومكَّة» بتاريخ 16/12/2009م، ملخّصه أنَّ الأستاذ القدير والصَّحفي الكبير «وديع فلسطين»؛ حين حديثه عَن أَعلام عَصره قال: إنَّ الملك «عبدالعزيز» -رحمه الله- دعا الأستاذ «حَافظ وهبة» -وهو غير سعودي- ليَعمل في السّعوديّة، حينها (لبَّى الشّيخ حافظ دعوة الملك، فعيّنه حَاكمًا لمكة، ثُمَّ وزيرًا للمعارف...)!
ثُمَّ استدرك الأستاذ «وديع فلسطين» هذه الفقرة وقال: (نبّهني الشّيخ «عبدالمقصود خوجة» إلى أنَّ الملك «عبدالعزيز»؛ لم يُعيّن مواطنًا غير سعودي؛ حاكمًا لأي مَنطقة في المملكة)!
كُلّ هذا الكلام، طَرحته مُنذ أيَّام، ثُمَّ خَتمته راجيًا مِن الشّيخ «عبدالمقصود خوجة»؛ إيضاح الأمر.. ولم يَخب ظنِّي بالوجيه «عبدالمقصود»، حيث بَعث لي برسالة هذا نَصُّها:
سعادة الأخ الكريم أحمد العرفج -حفظه الله-:
تحيّة تقدير..
طالعتُ مَقالكم بعنوان: «حافظ وهبة ومكّة»، في عمودكم «الحبر الأصفر» بملحق «الأربعاء»، بتاريخ 29/12/1430هـ الموافق 16/12/2009م.
حقيقة الأمر، يبدو أنَّ هناك التباسًا بَسيطًا، لأنَّ أمر الشّيخ «حافظ وهبة» مَحسوم، فقد وَرد في كِتَاب: (التَّنظيمات الدَّاخليّة في مكَّة المكرَّمة؛ بَعد دخول الملك عبدالعزيز آل سعود (1343- 1351هـ/ 1924 – 1932م)..)، للأستاذة «منى بنت قائد القحطاني»، مِن إصدارات دَارة الملك عبدالعزيز، ويُسعدني إرفاق نُسخة مِن هذا الكِتَاب لكم!
(دَخل الملك عبدالعزيز مكَّة في 7 جمادى الأولى 1343هـ الموافق 4 ديسمبر 1924م، وكانت أولى المشكلات التي وَاجهته هي: مواقف الإخوان وسياستهم تجاه أهالي مكَّة.. فوجد مِن الأفضل إجراء تعديل في الجانب الإداري، حيث أسند إلى «خالد بن لؤي» شؤون الإخوان، وجَعله حَاكمًا عسكريًّا، وعيّن «حَافظ وَهبة» حَاكمًا مَدنيًّا، وعيّن «هزّاع العبدلي» قائمقام على بَدو مَكَّة.. وقد أطلق أحد المُعاصرين على ذلك التَّشكيل اسم «الحكومة المُؤقَّتة»). (صفحتي 75 و76) وأرفق لكم أيضًا صورة صفحتي 66، 67 مِن كِتَاب (خَمسون عامًا في جزيرة العَرب لـ«حَافظ وَهبة»)!
دائمًا أقرأ زاويتكم بكثير من الإعزاز والاعتزاز، متمنّيًا لكم التَّوفيق، ولو أنَّني أعتب عليكم احتجابكم عن «الاثنينيّة»!
ولك منِّي كُلّ التَّقدير والمحبَّة..
عبدالمقصود محمد سعيد خوجة! (انتهى).
حسنًا.. ماذا بقي..؟!
بقي القول: إنَّني أُقدِّم هذه المعلومات التأريخيّة لمَن يَهمه الأمر؛ وللقَارئ، وللعِلْم، وللتَّاريخ.. والله مِن وراء القَصد!.
المدينة 20/1/1431هـ