مكة رمز الحضارة الإنسانية
بفكره المستنير ونظرته الثاقبة ولمساته الفنية يفصح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في حفل تدشين المسابقة الاسلامية الأولى لتجميل مكة المكرمة تحت شعار "بحب مكة نلتقي" عما يحمله سموه الكريم من اهتمام بالغ بهذه البقعة المباركة مهبط الوحي حيث قال : نريد لمكة أن تكون رمزا للحضارة الانسانية والثقافية . وأن علينا مسؤولية بأن نقدم للعالم أجمع مدينة مكة المكرمة كمثال للتقدم والحضارة والرقي الانساني , وان نقدم أروع وأجمل وأكمل الخدمات للزائرين والمقيمين والمواطنين.
لا شك أن مكة المكرمة تحظى باهتمام كبير من ولاة الأمر في حكومتنا الرشيدة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فالدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه تبنّت خدمة الاسلام والمسلمين والعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بما يليق بمكانتهما في نفوس المسلمين . وتأتي المسابقة الإسلامية لتجميل مكة المكرمة لتضيف لبنة جديدة في صرح تلك الجهود الموفقة لتصبح أم القرى غاية في الجمال ورمزاً للحضارة والثقافة والفن المعماري والمظهر المشرّف والتنظيم الإداري .
وفي هذا الصدد أعرب معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار المشرف العام على المسابقة عن أمله بأن تكون المسابقة نقطة انطلاق لتحقيق الغايات المرسومة والاهداف المرجوة لتجميل مكة المكرمة وتحويل أركانها الى متحف مفتوح للفن الاسلامي وتنمية الذوق الجمالي .
والجدير بالذكر أن هذه المسابقة الاسلامية تتمحور حول تصميم لوحات جدارية لـ 12 موقعا لتجميل مكة المكرمة من خلال الاعتماد على تراث البيئة المكية والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية التي تجسد التراث الاسلامي العريق والعلوم الانسانية والتطبيقات التشكيلية والزخرفة البنائية والهندسية وانتهاءً بأعمال الخط العربي الذي يتميّز بروعته وجماله .
وإننا نأمل من القائمين على هذه المسابقة أن يولوا مداخل مكة المكرمة الرئيسية شيئا من الاهتمام بأن تكون هناك لوحات فنية بلمسات جمالية وتصاميم هندسية ذات طابع إسلامي يتناسب مع هوية هذه المدينة المقدسة . فتزيين مداخل المدن يعكس انطباعا طيبا لدى القادمين والزائرين فيجب العناية بهذا الجانب الحسي من قبل المشاركين في هذه المسابقة . والله الموفق .