. العطاس ودراسات في التوظيف المسرحي
عرفت الأستاذ الدكتور عبد الله العطاس فتى بهي الطلعة، يقف على خشبة مسرح المركز الإعلامي بأم القرى عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية، يؤدي دوره في مسرحية مدرسية، هز من خلالها -بأدائه المتقن- قلوب من شاهده من الآباء والمربين ورجال الإعلام والصحافة، وكنت من ضمن الحضور باعتباري مربيا وصحافيا في جريدة الندوة، وكان ذلك قبل ما يزيد على ثلاثين عاما، ثم عرفته أكثر بعد تخرجه في الجامعة، حيث بدأت أقرأ له مقالات صحافية عن المسرح وفنونه حتى أصبح في مقدمة المتحمسين لهذا الفن الجماهيري، ولم تحل دراسته العليا للماجستير والدكتوراه دون مواصلة الكتابة والتأليف عن المسرح وحضور عشرات الأمسيات والندوات حول الأدب والنقد المسرحي داخل البلاد وخارجها، وقد جمع نشاطه التأليفي والبحثي في عدد من المؤلفات المتخصصة، ومنها مؤلفه الجديد الذي يحمل عنوان (دراسات في التوظيف المسرحي) الصادر عن نادي مكة الثقافي عام 1430هـ، وقد أهداني سعادته نسخا عدة من مؤلفه؛ لأنه تفضل علي وجعل القسم الثاني من مؤلفه عن اللغة المسرحية في ديواني الثاني (الموعد والمساء)؛ أما الجزءان الأول والثالث من الكتاب فهما عن سيكيولوجية مسرح الطفل وعن أثر الحوار الأدبي والمسرحي في تعليم اللغة العربية، ومهما أثنيت على أخي الأستاذ الدكتور عبد الله العطاس فإنني لن أبلغ شأوه في ما كتبه عني وعن ديواني المشار إليه وما استطاع النفاذ إليه من لغة مسرحية رأى أنها موجودة في بعض قصائد الديوان، فله مني جزيل الشكر على هذه اللفتة الأدبية منه، راجيا ألا يكون قد بنى ما قاله عني على العاطفة أو المودة الشخصية وأن يقع حديثه عن ديواني عند النقاد بمكان!، أما في ما يتصل بالقسمين الآخرين من المؤلف فإنني أترك للنقاد المسرحيين وأساتذة الأدب والنقد المسرحي تقييمهما لعدم استطاعتي فعل ذلك، ولكنني واثق أن الدكتور العطاس الذي نشأ وترعرع وشب واكتهل عاشقا للمسرح وفنونه، قادر على خدمة هذا الفن الرفيع بحثا ومشاركة وتأليفا وتفاعلا وهو ما عرفته فيه على مدى عقود، متمنيا له المزيد من التألق في حياته العملية والثقافية، باعتباره نائب رئيس النادي الثقافي الأدبي في مكة المكرمة.