وشكرًا لجامعة ام القرى
تحدث معالي الابن الدكتور وليد حسن ابو الفرج في جريدة المدينة بتاريخ 22 يناير 2009 حديث الرجل المواطن المخلص ، ومدير الجامعة المسؤول عن قضية جوهرية وهي ان الجامعة سوف تتحمل مسؤولية تخريج طلاب وطالبات في تخصصات تساعدهم على العمل بعد التخرج ، في وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ، وهذه لعمرى خطوة موفقة وملحة ، فنحن نتألم جميعا عندما نرى الجامعات اصبحت تخرج شبابا وشابات لا يجدون عملا في تخصصهم بعد تخرجهم ، واصبحوا مثقلين بالهموم ، وخلفهم أسر لينفقوا عليها ، وتعطلت الكثير من آمالهم في الزواج و بناء أسر جديدة ، أو حتى الحصول على لقمة العيش الكريمة بالمؤهل الذي حصلوا عليه . فكلما تقدموا بشهاداتهم أعتذر لهم رجال الأعمال والمؤسسات ، بل وحتى بعض الجهات الحكومية ـ بكل أسف ـ وكأنما اصبحت الشهادات عائقا في طريقهم ، فجاء تصريح الابن الدكتور وليد ابو الفرج كبارقة امل ، لأنه وعد بأنه وزملاءه سيعملون على تعديل برامجهم بصورة تساهم في ضمان حصول الخريج على عمل شريف ، وهذا لعمري أمر يبعث على الفرح والسرور ، وفي نفس الوقت من الممكن ان تسعى فيه الجامعة الى التركيز على البحث العلمي وبذلك بارقة أمل أن نلحق بالدول المتقدمة ـ كما ذكر ـ ونكون معها على نفس الصفوف .
لكن ما اسعدنا هو الالتفات الى قضية الخريجين حتى لا يضيعوا اعمارهم وسنوات دراستهم هباء وتزدحم بهم الشوارع بنين وبنات ، وما وراء ذلك من فتنة وفساد كبير ونتحمل امام الله مسؤولية تسكعهم وتخرجهم من كليات في تخصصات لا يحتاج اليها الوطن في وقتنا الحاضر .
وكم فرحت وسررت بالمحاور التي تطمح أن تسير عليها الجامعة من ناحية البنية التحتية لإعداد الطلاب خلال دراسة تحضيرية لإعدادهم لكليات اكاديمية وطبية تحقق هذا الهدف وتساعدهم على الابداع ، وكذلك استقطاب صفوة من اعضاء هيئة التدريس من افضل علماء العالم .
انني احيي الابن العزيز الدكتور وليد واسرة الجامعة على هذه الخطوة ، لأننا نتفق معه ومع الجامعة بأننا نريد الطالب عندما يتخرج من جامعة أم القرى ان يجد له مقعدا في سوق العمل ، ونشد على ايديهم في مشروعهم لإعادة هيكلة برامجهم بما يتفق مع تخريج طلاب وطالبات ينتظر المجتمع تخرجهم ليسهموا في بناء المجتمع وتقدم الأمة .
لقد تساءل الدكتور في صراحة وصدق ما الفائدة من اخذ الجامعة لأعداد كبيرة في تخصصات ليس لنا بها حاجة ثم لا يجدون لهم مكانا في سوق العمل ، وأكد ان برامجهم سوف تراعي كل ما ذكرناه ، وسوف تحل المشكلة بما يلائم حاجة سوق العمل الى الكفاءات التي نضطر الى استقدامها من بلاد شتى.
لقد فرحنا يا دكتور بتصريحكم هذا ونحن ان شاء الله في انتظار النتائج ، وإن أولادكم وآباءهم وأمهاتهم يدعون لكم بالخيروالتوفيق ، وليت بقية جامعاتنا تحذو حذوكم ، ولا مانع من ان تتخصص بعض الجامعات ـ كما قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان ـ في البحث العلمي وان يكون تركيزها على التنمية العلمية والتنمية المستدامة ولكن على جامعات أخرى ان تساهم في ايجاد شباب مؤهل قادر على العمل ، فلقد تعبنا ونحن نردد هذا الكلام دون ان يستمع الينا احد ، بل ان البعض قد انتقدنا في وقت تزحف فيه الملايين من الأيدي العاملة الى بلادنا وتعيش في يسر ، واولادنا يتسكعون ولا يجدون عملا يحصلون منه على حاجاتهم الأولية والضرورية ، مع ما في ذلك من الأخطار على أخلاقهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال التي لم تأت بعد .
وختاما وأنا اكرر شكري ارجو يا معالي الدكتور ان توصل صوتنا الى زملائك في الجامعات ، بأن المنهج الحالي والخطة الدراسية سوف يساهمان في زيادة البطالة في وقت من الممكن ان تعينوا أنتم الوطن على افتتاح مراكز تدريب وكليات تقنية ومعاهد متخصصة تحقق استيعاب كل هذه الآلاف دون الحاجة الى حصولهم على درجات البكالوريوس في تخصصات لا تفيدهم ولاتعينهم على ايجاد وظائف وبالتالي لا يستفيد منها ومنهم الوطن . اسأل الله ان يوفق الجميع لكل ما فيه الخير انه سميع مجيب .
المدينة 17/2/1431هـ