تكريم د. محمد عبده يماني

تشرفت بالمشاركة وحضور اللقاء الماتع الذي نظمه ملتقى أخي وصديقي الحبيب الدكتور عبدالعزيز بن أحمد سرحان والذي يطلق عليه (أحدية د. السرحان) وكان ضيف الأمسية معالي الدكتور الحبيب محمد عبده يماني ابن الحجاز البار وليس مكة المكرمة فقط هذا الرجل الموسوعة الثقافية والأدبية والعلمية والاجتماعية الذي قدم عصارة أفكاره وعظيم جهوده الخيرة خدمة للدين ثم المليك فالوطن المتواضع تواضع الكبار المؤدب بأدب آل البيت محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكم كانت تلك الأمسية رائعة بروعة نبرات صوت الحبيب محمد عبده يماني والتي كانت حافلة بالسيرة العطرة لمعاليه وكيف كانت الشؤون أو الشجون المكية في السابق وما آل إليه الوضع حالياً. حيث كانت أم القرى (مكة المكرمة) تزخر بالشهامة والرجولة والقيم الاخلاقية في التعامل بين أفراد المجتمع المكي وعادتهم الجميلة ضارباً بعض الأمثلة عن ذلك الواقع الفاضل مدللاً ببعض المواقف الإنسانية التي يتعامل بها أهالي مكة المكرمة فيما بينهم ومنها ان الطالب الفقير في الفصل أو في الكتاب كان يعطيه مدير المدرسة أو شيخ الكتاب مصروفه الجيبي واحتياجاته من ملابس وغيرها. وكيف كان صاحب الدكان اذا جاءه من يريد شراء حاجة ما فإنه يقول له أذهب إلى جاري فإنه لم يستفتح بعد أي لم يبيع شيئاً من بضاعته ، بل ذهب معاليه إلى أبعد من ذلك وذكر أن بعض أولياء الأمور يعطي عريس ابنته الصداق اذا كان فقيراً أو محتاجاً كمهر لابنته وغير ذلك من المواقف والذكريات الجميلة الصادقة ومنها عندما دخل جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى مكة المكرمة احترم أهل مكة المكرمة وعلماءها واقرهم على مهنهم واحترم آثار مكة المكرمة وهكذا فعل أبناؤه من بعده يحفظهم الله.

ولأن مساحة مقالي لا تتسع للمحاضرة القيمة فإني اقترح على صاحب الاحدية الدكتور عبدالعزيز سرحان بنسخ اشرطة الفديو أو الـ(CD) وتوزيعها في اللقاءات القادمة لما فيها من دروس وعبر يستفيد منها الاجيال القادمة ويتعظ منها الجيل الحالي ، ولو اردت ذكر السيرة الذاتية العطرة لمعالي الحبيب د. محمد عبده يماني لما اتسعت ايضاً مساحة المقال والتي يضايقني فيها الدكتور سرحان لامتداد مقاله طولاً وعرضاً ولكني اركز على بعض المهام العظيمة والرسالة الجليلة التي قدمها ولازال معاليه لوطنه ومواطنيه وقبل ذلك ولاة أمره والذي يسبقهم جميعاً حبه لله ورسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم.

فكان مدير جامعة وأي جامعة انها جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية بجدة ، في وقت ضن فيه العلم والمتعلمون والمعلمون وكان وزيراً للإعلام الذي جاهد في هذا المنصب بحسب الأفكار التي كانت سائدة انذاك والتي عطلت الانفتاح ردحاً من الزمن وهو رجل اقتصاد ورجل فكر وتربية وعلم وهو رجل صنائع المعروف ورجل مكارم الاخلاق ورجل داعية إسلامي يخاطب وجدان الناس بلغة العصر حيث ديننا الإسلامي العظيم صالح لكل زمان ومكان ورجل رياضة فكم قدم لنادي الوحدة وأبنائه المشورة والدعم المادي والمعنوي.

وفي يقيني ان ذلك لم يتحقق لمعاليه يحفظه الله واطال في عمره ومتعه بدوام وتمام الصحة والعافية الا رضى الخالق سبحانه وتعالى عليه لانه رضي الوالدين لا يتورع عن حمل حذاء ابيه - رحمه الله - واكرمكم امام الناس عند دخوله الحرم المكي لأداء الصلاة أو الطواف بالبيت العتيق وكم ساهم في انتشال صحيفة الندوة من كبواتها ولهذه مقال آخر إذا كان في العمر بقية لكل ذلك وجب تكريم معاليه يحفظه الله من جائزة مكة المكرمة التي أمر بها سمو سيدي الأمير خالد الفيصل وتسمية قاعة من قاعات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة باسمه وكذلك تسمية صالة من صالات نادي الوحدة وتسمية شارع من الشوارع الهامة في مكة المكرمة باسمه ، وقاعة من قاعات نادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي.

ولا اخال أصحاب القرار في هذه المواقع الا فاعلون.
وكم كان اقتراح معاليه ذلك المساء الجميل من الفائدة عندما اقترح رصد مجالس مكة المكرمة التاريخية والحالية ورجالها الافاضل وتوثيقها في كتاب واتمنى على معالي الدكتور الصديق سهيل بن حسن قاضي رئيس مجلس إدارة نادي مكة المكرمة الثقافي بتبني هذه الفكرة وتنفيذها عن طريق النادي ولا اشك لحظة ان الداعمين لهذا المشروع هم كُثر ولله الحمد والمنة.

كما طرح معاليه فكرة التقاء أبناء مكة المكرمة لمدارسة احوال وشؤون وشجون مكة المكرمة ورفعها لانظار ولاة الأمر يحفـظهم الله المتقبلون للمشاركة الشعبية في التنمية الكبيرة التي تعيشها مكة المكرمة وتم وضع الخطوط العريضة لهذا المقترح والذي سيرى النور قريباً بمشيئة الله تعالى. بقي ان اذكر بأنه كان ضمن ضيوف اللقاء فضيلة الشيخ السيد عباس علوي مالكي والذي يحظى مجلسه المبارك والمجالس المشابهة بالدعم المعنوي من ولاة الأمر أعزهم الله.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
آخر السطور
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

الندوة 17/2/1431هـ