حامد مطاوع .. حس صحفي وسياسي

 

ما أشد حزننا لرحيل الأستاذ حامد حسن مطاوع ـ رحمه الله ـ إلى الرفيق الأعلى. تلك الشخصية المؤثرة التي ما برح المشهد الصحافي يذكر تاريخها المشرق الذي احتل في كتابه صفحات مضيئة في العمل الصحافي في بلدنا إنتاجا وعطاء لنحو ربع قرن من الزمن.

ما أفدحها من خسارة ألمت بالبلد لوفاة رائد من رواد الصحافة السعودية، وعلم بارز في الثقافة لصحافي كبير أمضى شبابه في رئاسة تحرير صحيفة «الندوة» ثم مديرا عاما لمؤسستها: مؤسسة مكة للإعلام والنشر.

لقد عرف «أبو انمار» بالحس الصحافي والسياسي، وعرف بالشخصية الهادئة الرزينة.. الشخصية التي صاحبتها الحكمة والاتزان، وصفاء الرؤية، ما جعله يحقق التوازن بين مظهره ومخبره كما عرف في مجتمعه بدماثة الخلق والمعاملة الإنسانية الراقية، واشتهر بثقافته العميقة ورجاحة عقله ونظافة يده ولسانه.

تقلبت «الندوة» في عهد حامد مطاوع في أوج الازدهار، وذلك خلال فترة العشرين عاما الأولى من رئاسته للتحرير.. فقد تميزت تلك المرحلة بالانفرادات الصحيفة والتحليلات السياسية، وتميز معها عموده اليومي «ابن حسن» والذي تناول فيه قضايا المجتمع وهمومه باللهجة المكاوية.. فضلا عن مقالاته السياسية والاجتماعية التي تجسدت فيها ثقافة واسعة، واطلاع متواصل للأحداث الداخلية والخارجية.. كتبها بروح الرأي الصادق الحر.

كم نجحت «الندوة» في عهده نجاحا باهرا، واحتلت مكانة مرموقة.. حين كانت الصحافة ـ في رؤية حامد مطاوع ـ رسالة ومسؤولية قبل أن تكون تجارة وأرباحا.

لقد استطاع ـ رحمه الله ـ أن يحقق للندوة أوليات في علم الصحافة السعودية من أهمها الاشتراك في وكالات الأنباء، بما في ذلك الصور الملونة التي كانت «الندوة» فيها الوحيدة بين صحفنا ــ الطباعة على «مكائن الأوفست».

وهكذا كانت الندوة مركزا لممارسة الصحافة والتدريب فيها من العديد من الصحافيين الذين تخرجوا منها وأصبحوا من مشاهير الصحافة وقياداتها.

عزاؤنا للوسط الصحافي، ولأهله وذويه.. وفي مقدمتهم الدكتور أنمار وإخوته وأخواته ووالدتهم.. سائلا الله له المغفرة والرحمة، وأن يسكنه فسيح جناته.

عكاظ 10/4/1431هـ