مكتبة الحرم المكي متى تعود..؟!
الحرمُ المكي الشريفُ والبيتُ العتيقُ حيث المقام والحطيم، مهوى الأفئدة؛ وغاية المحبين ومُنية المطيعين، يفدُ إليه الناسُ من كل فجٍ عميق، يجمعُ الله فيه من البشر على مدار العام ما لا يجمع فيه في أي بقعةٍ أخرى من العالم!
والبيت العتيق مصدر إشعاع ونور، منه بزغ فجر التوحيد والتحرر من قيود الجهل والخرافة.
فهو مكان العبادة الذي أمر الله نبيه الخليل أن يطهره للطائفين والقائمين والركّع السجود، وهو مع ذلك الجامعةُ الإسلامية الأولى لنشر العلم بدين الله وشرعه، وهكذا كان، وهكذا لابد أن يكون دائمًا.
وفي هذا السياق فإني أرجو أن ألفت نظر المعنيين في وزارة الشؤون الإسلامية، وهي الجهة المشرفة على (وقف الملك عبدالعزيز للحرمين)، وكذا الرئاسة العامة لشؤون الحرمين لمسألة مهمّة تتعلق بالحرم وبمكانته العلمية، وهي (مكتبة الحرم المكي الشريف)، والتي كانت تحتلُ مكانها الطبيعي واللائق بها بجوار بيت الله الحرام، وعلى مقربة من زوّاره وروّاده، وفيهم كثيرٌ من العلماء وطلبة العلم ومحبي العلم والثقافة.
ثم انتلقت إلى مكان بعيد عن الحرم، لا يعرفه، ولا يصل إليه، ولا ينتبه لوجوده أصلاً إلاّ مَن يعرفه من أهل مكة، ومن طلبة العلم المقيمين بها وبما جاورها!
لذا فإني وكثيرًا ممّن استمعتُ إليهم من المهتمين من طلبة العلم من داخل المملكة وخارجها؛ يرون ضرورة إعادة مكتبة الحرم لتكون ألصق بالحرم من أي مكانٍ آخر! ووقفُ الملكِ عبدالعزيز هذا المشروع الوقفي الخيري الجبار هو المكان الطبيعي واللائق والمناسب لتكون المكتبة فيه حتى يلتفت لوجودها الزائرون والوافدون وحتى يسهل الوصول لها ، وبالتالي تكون داعمًًا ورافدًا مهمًّا للمكانة العلمية للحرم المكي الشريف.
من هذه الزاوية المباركة أوجّه ندائي لصاحبي المعالي الوزير والرئيس (وزير الشؤون الإسلامية والرئيس العام لشؤون الحرمين) للتفكير الجاد في إرجاع (مكتبة الحرم المكي) لمكانها الطبيعي؛ فكأن لسان حالها يقول:
نقَّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلاّ للحبيب الأول!
المدينة 25/5/1431هـ