التعداد .. أسئلة وملاحظات!
انتهت حملة التعداد السكاني قبل أسبوعين فكان للمجتمع عليها عدة ملاحظات وله وحولها العديد من الأسئلة التي يمكن تلخيصها في التالي من النقاط:
أولا: من المعلوم أن جميع سكان المملكة من المواطنين والمقيمين إقامة نظامية لديهم سجلات تحصيهم عددا في الأحوال المدنية أو الجوازات، فما هو الداعي لسؤال كل مواطن أو مقيم عن عدد أفراد أسرته الموجودين داخل المملكة، إن كان يمكن الحصول على تفاصيل عن كل واحد منهم ــ حتى الذي يكون في اللفة - من مصادر رسمية موثوقة، أما المتخلفون فإنه يمكن إحصاء عددهم عن طريق معرفة من دخلوا البلاد للعمرة أو الحج ثم تخلفوا فيها ويبقى المتسللون الذين تمكنوا من التسلل إلى الداخل قبل اكتشاف أمرهم وهؤلاء قد لا يمثلون واحدا في المائة من العدد الإجمالي للسكان، لاسيما أن حرس الحدود دائما ما ينجح في القبض على أعداد غفيرة منهم بين الفينة والأخرى؟
ثانيا: بالنسبة لعدد المساكن وما فيها من وحدات سكنية فإن وسائل الاتصالات الحديثة تستطيع تحديد موقع كل مسكن في كل مدينة ومحافظة وقرية، كما أن غالبية المساكن لها تصاريح إنشاء صادرة عن الأمانات والبلديات تحدد المساحات وعدد الوحدات، فلا يبقى إلا المباني المقامة بلا تصريح أو بيوت الصفيح والعشاش فما هي نسبتها من إجمالي المساكن على مستوى المملكة ولماذا لايقتصر التعداد عليها والباقي تؤخذ معلوماته من مصادره الرسمية المتعددة؟
ثالثا: من الأسئلة التي يرى المجتمع أنها وجهت إليه ولم تكن ذا بال السؤال عن عدد دورات المياه وغرف النوم في كل شقة، وعن اسم الخادمة وعمرها وهل هي متزوجة في وطنها أم لا، ولم يبق إلا يسأل السكان عن عدد مرات الاغتسال أسبوعيا أو يوميا؟، فيما يقول أب لديه ثلاثة أبناء وبنات من حملة الشهادة الجامعية عاطلون وعاطلات أنه لم يسأل إن كانوا يعملون أم أنهم يعانون من البطالة عدد سنين، مع أن مثل هذه الأسئلة تقدم لجهات الاختصاص صورة واضحة عن الأعداد الفعلية لمن يعانون من البطالة وأسباب بطالتهم لمساعدتها على اقتراح الحلول المناسبة لقضية البطالة وما ينتج عنها من احتقانات وأمراض اجتماعية خطيرة.
لقد كان التعداد الأخير هو رابع تعداد تجريه مصلحة الإحصائيات في وزارة المالية ولكن أسئلته والمعلومات المطلوبة في الاستمارة كانت موضع تساؤل وملاحظة المجتمع، لاسيما بعد أن أصبح من السهل على طفل صغير الدخول إلى موقع «جوجل» لتحديد موقع عمارة أقاربه في أي مدينة داخل المملكة أو تفاصيل فندق في أي مكان في العالم فيما لا يزال جماعة الإحصاءات لدينا يسألون عن عدد الحمامات؟!
عكاظ 10/6/1431هـ