د.محي الدين امـام ولقاء خـاص بالموقع
تحقيقا لسياسة إدارة "منتديات قبلة الدنيا مكة المكرمة " التي تهدف لخدمة والتعريف بكل ما يخص مكة المكرمة
ولد الدكتور محيي الدين أحمد إمام عام 1952م في مصر ببلدة اسمها : بلقاس ، تتبع محافظة المنصورة ، يعمل طبيب عيون ، وهو من عائلة تنتسب إلى الأشراف من ذرية سيدنا الحسين (رضي الله عنه) .. عائلة المغازية .وله مكاتبات واقتراحات عديدة مع الأمير سلطان بن سلمان وزير السياحة والآثار ، والكثير منها حول تطوير السياحة الدينية بالبلاد ، وكذلك قدّم اقتراحاته لمركز أبحاث الحج بجامعة أم القرى ، والتي كان يرسلها إلى الدكتور أسامة البار ، ومراسلاته كذلك للشيخ محمد السبيل حول بعض الاقتراحات للمطاف ولبئر زمزم ورد الشيخ عليه في بعض تلك المقترحات ، كما راسل الدكتور ناصر علي الحارثي ، والمؤرخ المكي الشيخ عاتق بن غيث البلادي .وقد أظهر الدكتور محيي تأثره الكبير بكتب السيد الدكتور محمد بن علوي المالكي ، واستفادته الكبيرة منها في بحوثه ودراساته عن المعالم والآثار النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وقد قمنا بإهدائه مجموعة كبيرة من تلك الكتب التي فرح بها الدكتور محي الدينفرحاً كبيراً .
وكانت بداية حديثه معنا عن بداية معرفته بالموقع والتي كانت بالصدفة ، وكيف أن الموقع ربطه بالحياة في مكة وكأنه يعيش فيها ، فيطلع على أخبار مكة وأحداثها أولاً بأول بشكل مستمر ، حيث يقول : "الموقع بيعيّشني في مكة ، والفكر الخاص به فكر متفتّح ، وهاتان أهم نقطتين أعجبتُ بهما فيه" .
[ويرى الدكتور أن مكة والمدينة بلدان سياحيان يتصلان بكل فئات البشر من شتى أنحاء العالم ، وهذه ميزة خاصة بهاتين المنطقتين لا مثيل لها على مستوى المملكة بل على مستوى العالم ، وتطرّق كذلك إلى تلك الصلات الاجتماعية والثقافية بين المجتمع المصري والمجتمع الحجازي المكي منذ القدم .. وما يتعلّق بالمطوفين بالنسبة للحجاج المصريين .. وتكلم عن المحمل المصري وكسوة الكعبة التي كانت تصنع بمصر وتحمل إلى مكة ، وكيف أن أهل مصر - من محبتهم - كانوا يتبرّكون بهذا الجمل لتشرفه بحمل تلك الكسوة المشرفة ، وكيف كانوا يحتفلون بهذا المحمل احتفالاً كبيراً .. وكيف كانوا يأخذون الكسوة القديمة ويقسمونها ..
كان أول قدوم لمكة والمدينة في أول عمرة له عام 1991م .. وكان لأولية هذه الزيارة تنزلات روحية ومشاعر إيمانية تدفّقت في عقل وقلب الدكتور محيي أثمرت اهتماماً منه بقداسة المكان ورفعة المكانة للحرمين الشريفين .. فقد كان لديه فضول تاريخي لكل جزئية في مكة والمدينة ، فتراه يسأل عن أبواب المسجد الحرام والمساجد المحيطة بالحرم الشريف في تعطّش شديد للمعرفة .. وتجده مشغولا بالكتابة عن أي موضوع يستوحيه من إقامته البسيطة في مكة أو المدينة خلال زياراته لهما
وأول حجة كانت للدكتور محيي الدين عام 1996م .. ومن هنا بدأت ثمار رحلات الدكتور إلى مكة والمدينة تظهر من خلال تأليفه تلك الكتب الثلاثة : في رحاب البيت العتيق ، وكتابيه في أدب الرحلات .. فكان لوحي المكان ولإلهام الزمان وقعه في توجيه فكره واهتمام ثقافته نحو البلد الحرام ومهاجره عليه الصلاة والسلام ..
يتحدث الدكتور عن مشاعر الحب الغريبة التي مرت عليه لأول مرة حينما أدى العمرة في مكة وزار المدينة المنورة .. فكان أول كتاب له عن لمدينة المنورة "المدينة المنورة معالم وأحداث" فيصف إرهاصات فكرة التأليف بأنه حينما دخل المدينة المنورة ومسجدها والروضة الشريفة .. وكيف أنه شعر بجهله الكبير لكثير من تفاصيل هذه المدينة المقدسة في تاريخ الإسلام .. وتأمل كثيراً من المواقع والأعمدة في دال المسجد وسأل عن مسمياتها فلم يجد إجابة شافية من القائمين هناك ..! فكان ذلك دافعاً له في البحث والقراءة في تاريخ المدينتين مكة والمدينة .. ومن هنا بدات رحلة العشق مع الحرمين الشريفين في عقل وقلب الدكتور محيي الدين .. فقرر عمل مذكرة أو دليل صغير لأصدقائه حينما يذهبون إلى العمرة والزيارة تدلهم على معالم المدينتين المقدستين .. ثم تكاثرت الأوراق فيها حتى أخرجها في كتاب بل عدة كتب...
هذا والدكتور محيي صاحب همة عالية وحب للمعرفة كبير وغيرة على معالم المدينتين لا ينفك ملحاً في ذهنه ، فقد زار كثيراً من مراكز المعلومات في مكة والمدينة وقدّم اقتراحات عديدة لتطوير تلك الأماكن بشكل يظهر حضارة وتاريخ الإسلام خاصة في المدينة المنورة .. يظهر الدكتور محيي الدين أسفه الكبير على معالم السيرة النبوية في المدينة المنورة وكيف أنها مهملة أو غير مستثمرة حضارياً وتاريخياً وسياحياً ..؟! خاصة وأن لدينا مواقع معارك الإسلام الأولى وبيوت الصحابة وتفاصيل سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام مفصلة ومحددة ومعروفةعلى أرض المدينة المنورة .. لماذا لا تعمل قاعات عرض ومراكز معلومات خاصة بكل معلم تاريخي .. والإمكانيات متوفرة لماذا ؟!!
تساؤلات أطلقها الدكتور بكل أسى ..لم نجد لها إجابة شافية نقنع بها الدكتور محيي الدين !! لقد تميّز الدكتور محيي في كل زياراته للمدينيتن المقدستين بعدم التردد في كتابة أي اقتراح وإرساله إلى المسؤولين .
وفي نهاية الللقاء ودّعنا الدكتور محيي الدين وتبادلنا معه هدايا الكتب حيث أهدانا آخر إصداراته ، وقمنا بإهدائه مجموعة كبيرة من كتب السيد محمد بن علوي المالكي (رحمه الله) ، ووعد بمزيد التواصل معنا من خلال الموقع وفي زياراته القادمة
