" الشعبنة " .. لقاء سنوي يجمع أبناء مكة المكرمة قبل دخول رمضان
أصل الاسم أتى من الشهر الذي يُقام فيه اللقاء أي شهر شعبان، إذ يحرص أبناء مكة على تنظيم لقاءات تجمع الأقرباء والأحباء والجيران، وهناك من يشير إلى أن الاسم يأتي أيضا نسبة للمكان الذي تقام فيه اللقاءات ...
يحرص أهالي مكة المكرمة على تنظيم لقاء سنوي يجمع أبناء الأحياء والأقرباء قبيل دخول شهر رمضان، للتعبير عن فرحهم والاطمئنان على بعضهم ودعم ذوي الدخل المحدود منهم.
كما يتولى أبناء الحي حل أي خلاف بين الأهالي قبيل دخول الشهر المبارك الذي يشهد لقاءات بشكل يومي، وليس من المقبول لدى المجتمع المكي أن تتم هذه اللقاءات بوجود شحناء بين ساكني الحي.
وقال سامي معبر، عمدة منطقة الرصيفة بمكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»: «في ظل الدعمين المادي والمعنوي من الحكومة، يسهل علينا الدعم والإبقاء على بعض العادات والتقاليد الكريمة التي اشتهرت بها خير بقاع الأرض، ومن هذه العادات ما نسميه في مكة (الشعبنة) أو (لقاء الشعبنة)».
وأضاف أن أصل الاسم أتى من الشهر الذي يُقام فيه اللقاء أي شهر شعبان، إذ يحرص أبناء مكة على تنظيم لقاءات تجمع الأقرباء والأحباء والجيران، وهناك من يشير إلى أن الاسم يأتي أيضا نسبة للمكان الذي تقام فيه اللقاءات، حيث يتوجه أبناء المجتمع إلى شعاب مكة ويقيمون ولائم بحضور فئات المجتمع كافة في أجواء أسرية جميلة.
وتطرق إلى أن الجانب الثاني الذي من أجله تقام اجتماعات الشعبنة، هو حرص أهل مكة منذ قديم الزمن على تفقد أحوال السكان والجيران والأقرباء والاطمئنان عليهم وسد حاجاتهم قبيل دخول شهر رمضان، ما يزيد المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.
لقاء «الشعبنة» يهتم أيضاً بصفاء النفوس وفقاً لعبد الحميد فقيه أحد أبناء مكة الذي أكد أن الاختلاف في وجهات النظر بين البشر أمر وارد وطبيعي، ولذلك خلال لقاء الشعبنة واحتفالاً بقرب دخول الشهر المبارك تجد الجيران والأقرباء بشكل تلقائي يميلون للتسامح فيما بينهم وحل أي جوانب عالقة.
ويرى عبد الله الغامدي أحد سكان حي الرصيفة بمكة أن مثل هذه اللقاءات هي ما يميز المجتمع المكي عن غيره، إذ تدخل هذه اللقاءات الفرحة على أبناء مكة المكرمة وتدعو للخير والتكافل الاجتماعي.
مكة المكرمة : محمد العايض