للمرة الثانية .. التراث المكّي ينتصر

« إن إبعاد شبح الإزالة عن قصر الحريقي يعد انتصارا ثانيا للتراث العمراني المكي بعد أن أوقفت للمرة الأولى أعمال إزالة عن قصر كوير في البيبان، وهذه المرة الثانية التي تستجيب فيها أمانة العاصمة المقدسة لنداءات المهتمين بالتراث المكي وتبقي على قصر الحريقي بدلا من إزالته.

طريق الملوك

وقال الباحث في التاريخ الدكتور سمير برقه لـ «مكة « إن إبعاد شبح الإزالة عن قصر الحريقي يعد انتصارا ثانيا للتراث العمراني المكي بعد أن أوقفت للمرة الأولى أعمال إزالة عن قصر كوير في البيبان، وهذه المرة الثانية التي تستجيب فيها أمانة العاصمة المقدسة لنداءات المهتمين بالتراث المكي وتبقي على قصر الحريقي بدلا من إزالته.

وأشار إلى أن القصر يقع في طريق الملوك، وأنه مر من أمامه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ والملك فاروق، والملك سعود والملك فيصل رحمهم الله، كونه في الطريق، لافتا إلى أنه دخل ضمن التراث العمراني كونه فريدا في تصميمه من شبابيك وأبواب ومداخل وقاعات.

وأضاف برقه أنه لم يبق في مكة سوى بيوت تراثية تنعد على أصابع اليد، مؤكدا أن هناك قرار من وزير الداخلية بضرورة الحفاظ على التراث العمراني وعدم إزالة أي بيت إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

واجهة اجتماعية

من جانبه أوضح مؤرخ حي المعابدة عبدالله بالعمش للصحيفة، أن القصر بني في 1370هـ، ويتميز بالأشكال الجبسية حيث شيد بالحجر وليس بالنورة البلدية التي كانوا يعملونها المنقلين، مشيرا إلى أن مالكه كان يعمل لدى وزير الدفاع آنذاك الأمير منصور بن عبدالعزيز، وصرف على المبنى الكثير ليظهر بالشكل اللائق الذي يليق به اجتماعيا في ذلك الوقت حيث سكن فيه حتى وفاته.

هوية مكة

إلى ذلك، وعد أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص خلال مشاركته أخيرا في ورشة عمل تطوير المكاتب الهندسية التي أقيمت بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، بالعمل على إعادة هوية مكة العمرانية الإسلامية خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا أن العشوائيات تؤثر سلبا على الهوية العمرانية لمكة المكرمة، وهو ما يشكل تحديا يتم مواجهته بالتطوير ومعالجة حجج الاستحكامات ووضع تخطيط عمراني لكل المناطق بمساعدة المكاتب الهندسية.