حديقة في مكة المكرمة تتحول إلى لوحة جمالية بأنامل 150 مواطنًا

اجتمع 150 سعوديا وسط حديثة بمكة المكرمة، ليطلقوا من داخلها "مبادرة مكة حياة" التي حولت الحديقة إلى لوحة جمالية، بإضافة الرسومات المختلفة، والخداع البصري ثلاثي الأبعاد في قالب جذاب، موظفين تلك الرسومات عبر سلسلة من القيم المعنوية والفنية الراقية.

مريم عولقي، إحدى الطالبات المتطوعات في المبادرة، تحدثت وهي منهمكة في التلوين: "استيقظت في الصباح الباكر وتوجهت إلى حديقة الحسينية بمكة المكرمة، للمشاركة لأول مرة في حياتي في مثل هذا العمل التطوعي، وشعرت حينها بسعادة غامرة وأنا أقوم بتلوين كراسي الحديقة وممراتها بالفرشاة".

بينما أحلام المالكي، التي كانت منشغلة في تجهيز أحد رسوماتها، تقول: "بمجرد الإعلان عن هذه المبادرة، التحقت على الفور بها لإعادة جماليات الحديقة، واستخدمنا رسم 3D ورسما سطحيا بسيطا وتعليميا وخياليا، بالإضافة إلى رسم فواصل الممرات وتلوين الكراسي".

وبروح الفريق الواحد، عبرت إسراء المسعودي وهي تساعد زميلاتها في الرسومات، عن سعادتها لمشاركتها في المبادرة التطوعية، وهي تقول: "على الرغم من حرارة الشمس والتعب إلا أني استمتعت بها جداً، فجميعنا بادرنا بكل تفانٍ لأجل إخراج الرسومات بشكل جمالي وفني مميز".

واختلفت إحسان هوساوي وغدير الروقي في طريقة رسوماتهما، مستخدمتين بخاخات الألوان المخصصة بالرسم، فرسمتا الفضاء بالبخاخات عبر تقنية 3D، ورسومات كرتونية محببة لدى الأطفال.

وفي الممرات القريبة من الفريق داخل الحديقة، تقف مريم كلنتن ومناهل برناوي في عملية التنظيم بكل حيوية ونشاط، فأوضحتا: "إن المشاركين والمشاركات جسدوا روح الفريق الواحد، عبر الخروج برسومات جسدت جماليات الحديقة".

من جهته، تحدث المشرف على "مبادرة مكة حياة"، رئيس قسم إدارة السياحة والفندقة بجامعة أم القرى الدكتور علي أحمد القاسم إلى "العربية.نت" بقوله: "هذه المبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة باسم "مكة حياة"، حيث تهدف إلى تطوير حدائق العاصمة المقدسة، وذلك بتطوير نموذج يتم تقديمه إلى أمانة العاصمة المقدسة، يتم تكراره في الحدائق الأخرى في مكة المكرمة، وتحقيقاً لرؤية طموحة وتفعيلاً لخدمة المجتمع تم تنفيذ هذه المبادرة".

وأضاف الدكتور القاسم: "الحدائق العامة هي المتنفس الأهم لأهالي مكة المكرمة، وغالبية تلك الحدائق تعاني من عبث الزوار بممتلكاتها وعدم المحافظة عليها، ولأن حديقة الحسينية هي أكبر حديقة في مكة، يعمل طلاب وطالبات الكلية ونعمل الآن على إعادة تأهيلها وذلك بتنظيف الحديقة، وإعادة صبغها بالألوان والرسومات الجاذبة والهادفة للأطفال وأسرهم، بالإضافة إلى وضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية التي تساهم في المحافظة على نظافتها وعلى الممتلكات العامة فيها".

وأضاف: "شارك في هذه المبادرة 30 طالبا و100 طالبة و20 رسامة، جميعهم من طلبة جامعة أم القرى، استخدموا عدداً من الفنون التشكيلية منها كرتوني وخداع بصري ثلاثي الأبعاد وكذلك السلويت وخيالي وغيرها".