يصدر قريبًا .. معجم مصطلحات، عن دار الملتزم بمكة المكرمة

يصدر قريبًا .. معجم مصطلحات، عن دار الملتزم بمكة المكرمة

عن دار الملتزم للطباعة والنشر والتوزيع بمكة. يصدر قريبًا كتاب معجم: (أقوالُ أهلِ مكة.. كنايات وعبارات شعبية) لمؤلفه الكاتب التراثي المكي، عبدالله محمد أبكر.. في مجلد فاخر من الحجم الكبير.
 
ويصدر هذا الكتاب مستقلا بما لم يتناوله المؤلّف في كتبه السابقة المطبوعة، أو في مقالاته وبحوثه المنشورة في فترة غاص فيها ذاكرة مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، للبحث ولتتبع ما لم يُدوّن من شتات الموضوعات المختلفة في التراث الثقافي، في مكة المكرمة خاصة، وما جاورها.
وسيجد قارئ الكتاب الكثير من متنوعات هذه الأقوال والكنايات، تناولها المؤلف بأسلوب مقرّب إلى الثقافة المحلية المدمجة بكلمات ولهجات عربية وأعجمية مختلفة، مما يقرب الفهم لها، والغرض منها عامة حين استخدامها.
 
وفي استعراض سريع عبر أسطر قدّم فيها الكتاب للقرّاء، الكاتب الأستاذ محمد أحمد الحسّاني، نقتضب من قوله: (مُنذُ أن بدأتُ أقرأُ في الصحف والملاحق الصحفية للأخ الأستاذ: عبدالله محمد أبكر عن الحارات والتقاليد في الناحية المكّية، فأكّدتُ أنّ هذا الكاتب المكِّي ذو اهتمام راسخ بالبنية الاجتماعية التي نشأَ فيها، وأنه يملك قدرة على رصد الإيقاع الشعبي الذي تتمتّع به الأحياء الشعبية القديمة، ومن فيها من رجالات وأُسَر، وما فيها من عادات وعمران وثقافات خاصة تبلورت عبر الأزمنة نتيجة تلاقح عدّة حضارات إسلامية، ثم انصهرت جميعًا وأخذت الطابع المكّي المتميز الجالب للانتباه والاستحسان، وهو طابع ينبغي المحافظة عليه بجميع أشكالهِ وألوانهِ سواء ما اتصل بالعادات أو الثقافة، أو الأطعمة أو الأبنية أو غيرها مما يزخر به التراث المكي العريق..
 
ونجد في الكتاب رصدًا جديدًا وشيّقًا لكنايات عميقة معبِّرة يستخدمها أهل مكة، وقد لا يعرف معناها إلاّ هُم أو مَن عاش بينهم وخَبَرَ لهجاتهم وحياتهم.
ويضيف الحساني: نظّم المؤلِّف الكتاب وفق الحروف الهجائية (أ،ب،ت) فجمع تحت كل حرفٍ مئاتَ الكنايات اللطيفة التي تغني عن الكلام الكثير لأن معانيها مختزلة في معاني قليلة معبّرة.
 
كقول المكي من باب التحدِّي والتأكيد على عدم حصول أمرٍ من الأمور: (أَحْلق لِحْيَتِي أو دِقْنِي) إذا حصل هذا الأمر.
أو تصوير عدم المبالاة والاستهتار بعبارة :(إنتَ وَلاَ على بالَك) أو يقول شخص آخر (أندُر لِي برّا)، وقولهم: (راح في شُربَة) وإذا أصبح مُعدمًا وصف بأنه (على الحَديدَة) وقولهم: (العُود في خُشمَك) وقد وجدتُ المؤلف يتمتع بثقافة أدبية جيّدة تؤهّله لمثل هذه الأمور، في الرصد والتأليف، ورأيته في كتابه هذا يستشهدُ عند حديثه وشرحه لكناية من الكنايات ببيتٍ أو أبياتٍ من عيون الشعر العربي، فكانت تلك الشواهد حِلْية مَرمُوقة زيَّنت صفحات كتابه، وجعلته أكثر متعةً وفائدة..
والمأمول من المؤلف أن يتمكّن من مواصلة جهوده الهادفة إلى رصد وتسجيل ما يدور في المجتمع المكّي ثقافيًا واجتماعيًا، لأنّ عدم الاهتمام بالتسجيل قد يؤدّي إلى النسيان والاندثار، ولذلك فإن هذا الجهد مُقدّرٌ ومُستحقٌ، لذيوعٍ وانتشار..) وغير ذلك مما سطره الحساني في تقديمه للكتاب.
 
ويأتي تصنيف الكتاب ضمن قائمة (التراث الثقافي الغير مادي) الذي يحظى باهتمام كبير من المؤسسات الثقافية في المملكة العربية السعودية، وفي مختلف الدول العربية والعالمية.. ويسهم الكتاب بدوره في الحفاظ على التراث (الغير المادي) وحماية للهوية الشفاهية الثقافية.
 
وقد صدر للمؤلف في هذا المجال التراث الغير المادي، كتابه الذي نال الجائزة العربية الكبرى للتراث، في 2014م..تحت عنوان: (الصهبة والموشّحات الأندلسية في مكة المكرمة ـ عرض وتحليل) وحظي باهتمام لافت في الوسط العربي والعالمي، إذ أودع منه في مكتبات وجامعات ومعاهد عالمية، مثل: جامعة هارفارد، ومكتبة الكونغرس، والمكتبة الوطنية، ومعهد العالم العربي بباريس، وغيرها من المكتبات الوطنية والمراكز الخاصة والعامة، خصوصًا ذات الاهتمام.
 
كما صدر للمؤلف مؤخرّا في المجال نفسه كتاب: (المزمار والعصا في الحجاز.. فنّ وتراث ومهارة وافتتان * ورواسب ذكرى زمان ومكان .. من منظور تاريخي أنثروبولوجي) ضمن الموروث الثقافي الغير مادي.
 
وقد سجل (المزمار) لدى منظمة اليونسكو العالمية، ضمن التراث الثقافي العالمي الغير مادي، الذي يشمل كل أشكال التعابير الشفاهية، والعادات والتقاليد، والحرف والصناعات التقليدية، والفنون الأدائية، وغيرها من ألوان التراث الثقافي الغير مادي الذي تزخر به الشعوب والمجتمعات في مختلف البلدان.