قبلة الدنيا معين الباحثين (جريدة المدينة )

يزخر فضاء الشبكة الألكترونية بالمواقع المفيدة التي تقدّم للمتصفّح المعلومة والفائدة،

يزخر فضاء الشبكة الألكترونية بالمواقع المفيدة التي تقدّم للمتصفّح المعلومة والفائدة، وتتيح له كذلك فرصة التبادل الثقافي والمعرفي من خلال منتدياتها التي يأخذ فيها حريّته الكاملة في إبداء الرأي، وتقبّل الرأي الآخر في نفس اللحظة؛ مما يثري لدى المتصفّحين حاسة التعبير، وتقبل النقد، والتعددية الفكرية. وترسم بعض المواقع لنفسها اتجاهاً خاصاً وأهدافاً محددة واضحة، تجعل مرتادها يبحث عنها، ويهتدي لضالته فيها بأقل جهد، ويأتي موقع (قبلة الدنيا مكة المكرمة) www.makkawi.com كأحد تلك المواقع الفريدة التي أخذت مكانها على الشبكة قبل أكثر من ستة أعوام، نسجت خيوطها بإحكام من ثوب الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، واغترفت من معين ماءٍ لما شُربَ له؛ لتروي الظمأ المعرفي لكل ما يتعلّق بالبلد الحرام: مسجدها الحرام، مشاعرها، معالمها التاريخية، معاهد العلم بها، ثقافتها، تراثها، لهجاتها، أعلامها ورجالها الأفذاذ. ولا تكتفي قبلة الدنيا بمجرّد تقديم المعلومة، بل تعدّته إلى خدمة جليلة قلّ وجودها في مواقع غيرها، وهي تقديم المعلومة موثقة مع إحالتها إلى مصادرها الأصيلة المأخوذة منها؛ لتفتح بذلك مجال التوسّع للباحثين عن المعرفة، ولتربط المتصفّح بمصدر المعلومة الكتاب أو الصحيفة أو المجلة، بل إن الموقع انفرد بمعلومات نادرة في مجال تراجم أعلام مكة المكرمة تنشر لأول مرة، ولم تظهر قبل ذلك في كتاب أو غيره، وكلها أيضاً معلومات موثّقة؛ حيث تميّز الموقع بفريق استقصاء للمعلومات استطاع التغلغل في المجتمع المكي، واستخراج المعلومات من ذاكرة كبار الرجال المكيين ومن أبناء وأحفاد أعلامها الأفذاذ. وقد استفدتُ كباحث في دراستي العليا من المعلومات الموثقة المنشورة بالموقع، ورجعت لمصادرها المحال عليها، وقدّم لي الموقع خدمات جليلة في تذليل كثير من الصعاب للوصول إلى أبناء وأحفاد الرجال المكيين الذين تناولتهم دراستي.فهنيئاً لمكة المكرمة بقبلتها على الشبكة الإلكترونية، وبارك الله جهود القائمين على الموقع وعلى رأسهم مؤسسة والمشرف عليه الأستاذ حسن مكاوي، الذي مازال عطاؤه مستمراً لتطوير الموقع وتجديده؛ خدمة لمكة المكرمة وأهلها الكرام.

بقلم : السيد حسن محمد شعيب