رخام الحرم إلى أين؟

على خلفية أعمال المرحلة الثالثة من مشروع الملك عبدالله لتوسعة المطاف بالحرم المكي الشريف، فصلت الشركات المقاولة للمشروع قطع بلاط الرخام الغالي الثمن عن الكتل الاسمنتية، ثم رصفتها بعضها فوق بعض استعدادا لنقلها إلى مواقع في بحرة (غرب مكة المكرمة) حيث تعاد فيها معالجتها لاستخدامها مرة أخرى في مرافق المسجد الحرام.

وتقدر مساحة المناطق التي تم فصل الرخام فيها عن الطبقة الاسمنتية بنحو 81 ألفا و567 مترا، موزعة على 3 طوابق في المرحلة الأخيرة من توسعة المطاف.

ويحتل بلاط الرخام المستخدم في المسجد الحرام أهمية كبرى على المستوى العالمي، لندرته وخصائصه التي تميزه عن غيره من سائر أنواع الرخام المستخدم في أرضيات المباني الفاخرة، إذ يستورد من اليونان بكميات حجرية كبيرة، قبل أن تتم معالجته وقصه إلى قطع رخامية بمقاسات محددة للاستفادة منه في أرضية الحرم المكي الشريف.

وأوضح وكيل إدارة المشاريع برئاسة الحرمين المهندس محمد الوقداني لـ”مكة” أن قطع بلاط الرخام التي تم استخلاصها من أرضية الحرم الخاضعة لأعمال المرحلة الثالثة من توسعة المطاف، يتم جمعها لتنقل إلى بحرة حيث توجد المصانع ذاتها التي تمت فيها معالجتها ابتداء، مشيرا إلى أن ذلك يأتي لأهمية هذا النوع من الرخام وندرته.

ولفت إلى أن الرخام الصالح للاستخدام مرة أخرى يتم تنظيفه مما علق به من المواد الاسمنتية والخرسانية، قبل أن يتم جليه وتأهيله ليكون جاهزا للاستخدام في المسجد الحرام حسب توافق مساحته مع المنطقة التي تحتاج إلى تغيير أو تجديد لبلاط الرخام في الحرم.


من تاسوس

وأبان وكيل إدارة المشاريع أن البلاط المستخدم في الحرم المكي الشريف مصنوع من رخام خاص يجلب من جزيرة تدعى “تاسوس” في اليونان، مبينا أن حكومة المملكة ممثلة في رئاسة الحرمين تحرص بشدة على ما يوفر الراحة والخدمة للطائفين والقائمين في المسجد الحرام، ومن ذلك هذا النوع من الرخام الذي من شأنه إراحة المصلين الجالسين في صحن المطاف والساحات الخارجية، لا سيما في وقت الظهيرة الذي من شأنه أن يكون شديد الحرارة، بينما ينعم الجالسون في ساحات الحرم ببرودة أرضية تخفف حرارة الصيف عنهم.


طبيعية بالكامل

وأكد أن الرئاسة تتابع البلاط بحيث يتم استبدال الباهت الذي لم يعد صالحا للاستخدام، وافتقد خاصية المحافظة على البرودة بنوعية جديدة وغير مستخدمة، لضمان استمرارية برودته في جميع الأوقات.

ونوه الوقداني إلى أن مادة الرخام يتم استيرادها من اليونان إلى مصانع سعودية خاصة، تقوم بمعالجتها وصناعة البلاط منها، إضافة إلى قصها إلى بلاطات بمقاسات معينة حسب ما تقتضيه المعايير الهندسية في الحرم المكي، كما أن هناك كميات جاهزة لوضعها في مكان القطع التي لم تعد صالحة للاستخدام، مؤكدا أن هذه النوعية من الرخام طبيعية بالكامل ولا تخضع لأي تقنيات أو إضافات سواء في اليونان أو داخل السعودية، مفندا الإشاعات المنتشرة عن كون هذه الخاصية بسبب تقنيات أرضية عبر تمديدات من شأنها تبريد أرضية الحرم وبلاطه.


التوسعة تعوض مساحات المرحلة الثالثة

تعويضا للمساحات التي تشغلها مشاريع المرحلة الثالثة من توسعة المطاف بالمسجد الحرام افتتحت إدارة المشاريع عددا من المسطحات التي تمكن المصلين من الاستفادة من أكبر مساحة ممكنة في المسجد الحرام، إذ هيئت مسطحات الدور الأرضي والأول، بالإضافة إلى محاذاة سطح مبنى الحرم الحالي، من توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام للصلاة خلال موسم العمرة المقبل فضلاً عن الساحات المحيطة بهما وربطها بالطرق الرئيسة المؤدية إلى المسجد الحرام ومواقف السيارات.

وأوضح المدير العام للمشاريع والدراسات المهندس عبدالمحسن بن حميد أن المرحلة الأولى من توسعة المطاف المتاحة للمصلين، بالإضافة إلى المرحلة الثانية هي الأهم ليس فقط لكونها تحتل المساحة الكبرى من التوسعة السعودية الأولى في جزئها الشرقي المحاذي للمسعى والجنوبي والشمالي؛ بل لكون هذه المنطقة تشكل عنق الزجاجة الذي يحدد الطاقة الاستيعابية للمطاف، فبعد اكتمال هذه المرحلة بمشيئة الله قفزت الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى قرابة السبعين ألف طائف في الساعة، بالإضافة إلى مضاعفة مساحة عرض المنطقة المحاذية للمسعى في دور السطح من 21 مترا في أوسع منطقة و12،5 في أضيق منطقة إلى 51 متراً، الأمر الذي بدأ أثره يظهر جليا على راحة الطائفين.

وأكد المهندس ابن حميد أن المرحلة الأولى من مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف والتي تمت الاستفادة منها خلال موسم الحج المنصرم سيُستفاد من كامل مسطحاتها أيضا خلال موسم العمرة من هذا العام، في الوقت الذي تستمر فيه أعمال المرحلة الثالثة من توسعة المطاف، مؤكدا أن العمل على الاستفادة من المستوى السفلي من المطاف الموقت بعد نجاح الاستفادة من المستوى العلوي لطواف ذوي الاحتياجات الخاصة منذ موسم رمضان الماضي، وسيُحسن نقل حركة الحشود في الدور الأرضي لضمان الانتقال السلس بين التوسعة السعودية الأولى والمرحلة الأولى من المشروع في كافة الأدوار.


ثقل مركزية الحرم ينتقل إلى الشرق

وتعد الجهة الجنوبية للحرم ذات أهمية رغم تحول المشاريع إليها بسبب وقوعها في منطقة القصور الملكية التي يفد منها كبار الزوار والشخصيات القادمة من داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى مواقف تلك القصور التي تضم سيارات أئمة المسجد الحرام في أوقات الصلاة، كما أن وجود وقف الملك عبدالعزيز في الجهة ذاتها أيضا يحفظ لها جزءا كبيرا من أهميتها، لما له من أهمية عند المتسوقين، وقاصدي المطاعم والشقق الفاخرة في مركزية الحرم، ناهيك عن احتواء نفس الجهة لمبنى رئاسة الحرمين الشريفين التي تشرف بدورها على جميع أعمال ومشاريع الحرم المكي الشريف، الأمر الذي ألزم مديري المشاريع بإيجاد مداخل من نفس الجهة رغم شغل المشاريع لها، وذلك لوصول القادمين من تلك الجهة إلى مصليات الحرم وصحن المطاف، ويعد باب إسماعيل في هذه الفترة هو الباب الذي يستخدم للدخول والخروج من الساحة الجنوبية التي تشهد أعمال المرحلة الثالثة من مشروع توسعة المطاف، وهو الذي كان مخصصا لدخول الجنائز في السابق قبل انتقالها إلى أبواب الجهة الشرقية من المسجد الحرام.

أبرز المعالم المزالة:

    1 - باب الملك عبدالعزيز
    2 - منارتا باب الملك عبدالعزيز
    3 - مكبرية الأذان


المصدر : صحيفة مكة 1436/2/18هـ - عبدالرحمن حذيفة