رحلة سجاد المسجد الحرام ... 40عاماً من العناية والاهتمام

في رحلة استمرت لأكثر من (40) عاماً بتفاصيل تغيب عن أعين قاصدي بيت الله الحرام من زوار ومعتمرين وحجاج, لقرابة (35) ألف سجادة خضراء، تغطي مساحات الحرم المكي، موزعة على المسجد الحرام وساحاته الواسعة, يجدون عليها بالعبادة  ويؤدون عليها فرائضهم وسننهم, يبللونها بدموعهم الراجية الخاشعة, في غاية سعت إليها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي, من خلال إنشاء إدارة مختصة تعتني بالسجاد نظافةً وتطهيراً وتعقيماً وتعطيراً, فقد وفرت لذلك أحدث التقنيات بأفضل الإمكانات ليتمكن قاصدو البيت الحرام من القيام بعبادتهم بكل يسر وسهولة.

أربع عواصم عالمية أسهمت في صناعة سجاد المسجد الحرام وآخرها الوطني:

حيث يتم تصنيع سجاد المسجد الحرام بمواصفات خاصة لتكسوا جنبات المسجد الحرام وقد بدأ تصنيعه منذ حوالي (40) عاماً وتم استيراده من ثلاث دول منذ عام 1402 هـ إلى 1420 هـ  وبعد ذلك توقف استيراده وبدأ تصنيعه في المملكة العربية السعودية كأول سجاد مخصص للمسجد الحرام يكون من إنتاج سعودي, وتعود قصة تخصيص سجاد خاص للمسجد الحرام إلى عام 1402هـ حيث تم استيراده من بلجيكا واستمر إلى عام  1409هـ، وفي عام 1409هـ تم استيراده من ألمانيا إلى عام 1416هـ، وفي عام 1416هـ تم استيراد السجاد من لبنان إلى عام 1420هـ، وفي عام 1420هـ بدأ تصنيعه في المملكة العربية السعودية مميزاً باللون الأحمر إلى عام 1434 هـ، عقب ذلك تم إنتاج السجاد السعودي ذا اللون الأخضر وهو الموجود حالياً في المسجد الحرام.

أربعة مراحل تكفل نظافة سجاد المسجد الحرام:

تم تجهيز مغسلة مركزية خاصة بالسجاد بمنطقة كدي بمكة المكرمة, حيث تم استحداث عددٍ من المغاسل الآلية لتنظيف وتطهير سجاد المسجد الحرام, لتقليل الوقت و الجهد في عملية الغسيل, إذ ينتج عن كل مرة غسل , (100) سجادة خلال الساعة الواحدة, وذلك من خلال أربعة مراحل تعمل بخطوط إنتاج منتظمة لغسيل السجاد, بحيث يحتوي كل خط منها, على معدة لإزالة الغبار من السجاد بعرض ثلاثة أمتار تقريباً يكون قادرا على استيعاب سجادتين في الوقت ذاته, ومعدة لغسيل السجاد بالماء والصابون بذات العرض, ومعدة لتجفيف السجاد, ليبلغ إنتاجية الخط الواحد من غسيل السجاد حوالي(240) متراً مربعاً بما يعادل في المتوسط (100) سجادة في الساعة, ليبلغ إنتاجية الخط الواحد من غسيل السجاد (240) متراً مربعاً في الساعة بما يعادل في المتوسط (100) سجادة  كل ساعة, لتصبح الإنتاجية الكاملة لمغسلة السجاد في اليوم الواحد و في الوردية الواحدة ثماني ساعات لخط الإنتاج بمتوسط يعادل(1650) سجادة في اليوم الواحد, مرحلة إزالة الغبار وهي المرحلة الأولى من مراحل التنظيف حيث يتم فيها نفض الغبار عن السجاد, والمرحلة الثانية مرحلة الغسيل حيث يغسل السجاد بأحدث الطرق المعروفة وأكثرها تطهيراً وتعقيما, والمرحلة الثالثة تجفيف السجاد بعد عملية الغسل, ومن ثم المرحلة الرابعة والأخيرة نشر السجاد بعد تجفيفه لمدة (24) ساعة في الصيف (48) ساعة في الشتاء, ثم يتم كنسه ولفه على رفوف حديدية بالمستودع الخاص بالسجاد.

أجود أنواع العطور في سجاد بيت الله العتيق:

دأبت الإدارة العامة للشؤون الخدمية ممثلة بإدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام, بتوجيهات من معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, على الاهتمام بكل ما من شأنه توفير العناية للقاصد والزائر, إذ تم توفير أجود أنواع السجاد للمسجد الحرام  بصناعة وطنية عالية الجودة, كما أن الإدارة تقوم على مدار الساعة بكنس وتعطير السجاد بأجهزة مخصصة وترتيب وضعية السجاد باتجاه القبلة وتغيير ما يلزم منه عند الحاجة, وكذلك تجهيز مغسلة مركزية لغسيل سجاد المسجد الحرام تواكب التطور في الحرمين الشريفين والذي يجد اهتماماً خاصاً من ولاة الأمر -حفظهم الله- .
 

  • المصدر: رئاسة شؤون الحرمين