الدخيل يتذكر و يغرد عن فاروق الصحافة ابن مكة عمر المضواحي

في سلسلة من التغريدات, كتب سفير خادم الحرمين الشريفين أ.تركي الدخيل لمحات تُضيء على جزء يسير من شخصية فقيد الصحافة والباحث في التاريخ وأيقونة المنافحين عن آثار مكة وتاريخها .. عمر المضواحي رحمه الله تعالى.
جاءت مُعبّرة عن رجل عصي على النسيان بناءً على ما قدّم طيلة مشواره الصحفي وأثرى بقلمه الآخّاذ العديد من المجالات التي كانت مكة المكرمة_ التي أحبّها وأحبته_ العامل المشترك فيها تاريخًا وآثارًا ومكانة.

  • لم يكن #عمر_المضواحي، يرحمه الله، صحافياً عادياً، بل كان حارس مهنة لا يقبل بأنصاف الحلول، ولذلك كان يقول كلمته ويمضي، مؤمنا بأن رزقه على الله...
     
  • كان #عمر_المضواحي "رحمه الله"، البارع الأكبر في الصحافة الاستقصائية، حين عمل بمؤسسات عديدة من بينها مجلة «المجلة» وجريدتا «الوطن» و«مكة». مزج التاريخ بالصحافة في أعماله وكتاباته التي تتبع من خلالها الآثار النبوية، في #المدينة و #مكة، فهو مؤرخ مكة وكاتب سيرة أماكنها وتفاصيلها.
     
  • #عمر_المضواحي "رحمه الله"، وُهب الملَكة الأدبية والشغف التاريخي مع الإخلاص لمهنة الصحافي والمدوّن في آنٍ معاً مما جعل أي «بورتريه» يكتبه يتحوّل إلى حديثٍ في الوسط الصحافي والإعلامي والثقافي، لم تكن موادّه وصفيةً وإنما غنية بالمعلومات الدقيقة التي تحصّل عليها بشكلٍ مباشرٍ.
     
  • #عمر_المضواحي "رحمه الله"، برغم بداياته الكلاسيكية كأي صحافي آخر، غير أنه واكب صرعات التدوين، ودخل في تقنيات الكتابة الحديثة شكلاً ومضموناً، مما جعله متطوراً بشخصه، ومطوِّرا بمهنته لتكون بصمته الأسلوبية خاصة به، لا يشبهه أحد، ولا يقلّد أحدا.
     
  • لو قرر عمر أن يجامل، لما كان عمر، وهو كان، يرحمه الله، فاروقا في الصحافة. ربما لم يكتب البورتريه الصحافي في #السعودية أحد مثل #عمر_المضواحي، وأظنه كان يتحدث عن نفسه عندما كتب يوماً عن داود الشريان بأنه كبريت الصحافة السعودية، وأنه سريع الاشتعال إذا اقترب أحد من حدودها المقدسة!
     
  • كان #عمر_المضواحي "رحمه الله"، ابن #مكة البار، يقدسها، حرمها ومعالمها وتراثها، بناءها وعمرانها، ويشتعل كفتيل قنبلة تنفجر في وجه من يقترب من قداستها!
     
  • لو جامل #عمر_المضواحي يوماً، ولو لم تصل هذه المجاملة إلى حد التزلف، لبلغ مناصب إعلامية يشار إليها بالبنان، لكنه اختار النوم على وسادته، وضميره متيقظ، حتى رحل عن دنيانا وبقي ضميره حياً.
     
  • كان #عمر_المضواحي يرحمه الله، يفكر خارج الصندوق، ويكتب بأبجدية مختلفة، ولذلك بقي حرفه مختلفا، وجميلاً، ويزيد هذا الحرف جمالاً أنه لم يكتب يوماً ما لا يرضيه، ولم يقل يوماً ما لا يقتنع به، هو أحد قلة في صحافتنا الذين طوعوا الكلمات لمشرط الصحافي.
     
  • أسلم الصديق الجميل #عمر_المضواحي (ت2015) روحه لباريها، ورحل رجل زاملته نحو ربع قرن، بداية من صحيفة المسلمون في جدة وركضنا في بلاط صاحبة الجلالة، فرقتنا الحياة، لكن الود بقي، حتى خطف الموت عمرا، فرحمة الله عليه، وأسكنه فسيح جناته.
     
  • لقد قال #عمر_المضواحي "رحمه الله"، كلمته، ومضى، مرفوع الرأس، براية بيضاء نظيفة، لا استسلاما، فمثل عمر لا يستسلم، ولولا حقيقة الموت، لما سلم له.

    رحم الله تعالى عمر المضواحي ابن مكة البار وقنديل الصحافة الذي ترك إرثًا لن يخبو عن مقدسات وتاريخ مكة المكرمة وإن طال الأمد.

    نُشر بتاريخ 20 ذو القعدة 1440 هــ