غمزة الصبان التي أثارت شحاتة

غمزة الصبان التي أثارت شحاتة
 
يعتبر كتاب" شعراء الحجاز في العصر الحديث" الذي جمع مادته الأديب الراحل الأستاذ عبد السلام الساسي. من أهم الكتب التي رصدت إبداع شعراء الحجاز الأوائل أرخت لشعراء العصر الحديث في الحجاز والكتاب صدرت طبعته الأولى عام 1370هـ وتم طبعه في القاهرة أما طبعته الثانية فقد صدرت عن نادي الطائف الأدبي عام 1402هـ وتولى مراجعته وتصحيحه الأديب الشاعر والباحث الكبير الأستاذ علي حسن العبادي رئيس النادي الذي أثنى على الكتاب وعلى جامعه الأستاذ الساسي رحمه الله وأكد أنه أحب شعراء الحجاز وأدباءها وأعطاهم الكثير من وقته وصحته وحين مات رحمه الله لم يرثه أحد منهم كما قال الأستاذ العبادي في مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب.
 
ورغم أن الكثير من النقاد والباحثين يعتبرون الساسي، عبد السلام في جميع مؤلفاته، وأشهرها الموسوعة الأدبية و الشعراء الثلاثة وكتاب شعراء الحجاز، ومنهم الدكتور بكري شيخ أمين الذي أرخ للحركة الأدبية السعودية بشكل موسع، يعتبرونه مجاملا في آرائه وأنه يسرف في مديحه، ويبالغ في تمجيده لإبداع الأدباء والشعراء الذين يكتب عنهم وكأن الأستاذ الكبير حمزة شحاتة الذي كتب مقدمة كتابه "شعراء الحجاز التي وجدت فيها ما زج بي لكتابة هذه الكلمة، حين قال: على الكاتب إذا أراد أن يكون صاحب رأي وفطنة وبصيرة ألا يكون كقارع جرس أو حامل طبلة أو مزمارا !
 
لقد أراد شاعرنا الكبير حمزة شحاتة أن تكون مقدمته لكتاب "شعراء الحجاز" غير تقليدية، وربما أراد أن يهتبل فرصة وأتته ليرد على المقدمة التي كتبها الأديب الكبير الشيخ محمد سرور الصبان لكتاب الأستاذ الساسي، وإذا عدنا إلى تلك المقدمة نجد مقولة الاستاذ الصبان التي مفادها، أن الشعراء الثلاثة الذين نقرأ بعض شعرهم في هذه المجموعة ليسوا كل الشعراء الممتازين في الحجاز ولكنهم دون شك نخبة الشعراء ولما كان الأستاذ الشحاتة أحد الشعراء الثلاثة – العواد، شحاتة والقنديل - لم ترق له مقولة الاستاذ الصبان فذكر في مقدمته لكتاب شعراء الحجاز: كنت ثالث هؤلاء الشعراء على إباء مني وعناد بلغا حد الحرارة والتهديد بمقاضاة الجامع، وقد اعتبر الأستاذ شحاتة ما ألمح إليه الأستاذ الصبان في تلك المقدمة غمزه منه للجامع "الساسي" ولثلاثة شعراء مجموعته زادها وضوحا بقوله "ومع أن هذه المجموعة ليست كل نتاجهم ولا كل جيد شعرهم وسواء أكانت من مختارات الساسي أو مختارات الثلاثة شعراء أنفسهم فإنها مجموعة لا مجال للنقد فيها".
 
أثارت غمزة الصبان غيرة الأستاذ الشحاتة على كرامة إبداعه، فقال في مقدمة شعراء الحجاز الذي يضم نماذج أكثر من خمس وعشرين شاعر ومتطفل على الشعر فقال: الكتاب يضم مجموعة من الشعراء بعددهم الوافر وهو حامل رايتهم وفي مقدمتهم لا يفخر الحجاز وحده بهم. ويتيه بكل بلد عربي، منهم - السرحان، عواد،قنديل وحسين عرب، ولم يذكر شحاتة الصبان في غمزة منه أنه من الأشباه.. ولا نسيء الظن فنقول أنه ممن اعتبرهم من يستحقون الرثاء أو التعزير حتى يعلنوا التوبة عن الهراء أو الغثاء الذي يظنونه شعرا فكان شعرهم مصدر فساد لمجموعة الشعراء.
 
وهكذا.. رد الأستاذ حمزة شحاتة على غمزة الأستاذ محمد سرور الصبان بغمزة هادئة وقاسية، ختمها بقوله :
" وغفر الله لي ولسعادة الشيخ محمد سرور الصبان فهي جريرة من جرائر تقديمه للشعراء الثلاثة في غرة المحرم ١٣٦٨هـ فتحت هذه الشقوق والغيران ".

محمد علي قدس
٢٤ ذو الحجة ١٤٤٥هـ