الحج بعيون الكاميرا ... صور من الماضي

تسجيل مناسك الحج بالصور الفوتوغرافية الملونة منذ أكثر من نصف قرن يعد من الأعمال النادرة و الرائعة حيث نرى من خلال عيون الكاميرا ما كان عليه حال الحج والحجيج و المناسك والبقاع المقدسة في الماضي وما حدث من تطور هائل في الحاضر نتيجة لازدياد عدد الحجاج وتطور وسائل النقل والمواصلات وسبل العيش والاقامة وما شهده الحرمان الشريفان والبقاع المقدسة والمناسك من عمارة وتوسعة واهتمام يفوق التصور والخيال بحيث اختلفت الصورة تماماً عبر نصف قرن أو يزيد .

ولقد خاض هذه التجربة الفريدة و النادرة الطالب الباكستاني المسلم عبدالغفور شيخ الذي كان يعمل مع والده منذ أكثر من نصف قرن في جنوب إفريقيا ثم ارسله والده لدراسة إدارة الأعمال في جامعة هارفارد الأمريكية .

وهناك في أمريكا عزم عبدالغفور شيخ على السفر الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج سنة 1372هـ / 1953م , ولكنه اراد ألا تمر رحلته للحج هذه دون أن يقدم شيئا لدينه وعقيدته , ويعرف العالم الغربي و الأمريكي بجزء من شعائر الإسلام المقدسة , وهي مناسك الحج وما يدور خلالها في البقاع المقدسة و أرض الحجاز , فاختار إحدى المجلات الأمريكية المعروفة وهي مجلة الجغرافيا العالمية , وذهب الى مقرها في العاصمة واشنطن وأخبر القائمين عليها بعزمه على الذهاب الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج , وتطوعه لتصوير مناسك الحج , لكي تنشر هذه الصور في أحد أعداد المجلة بعد عودته وقد رحبت المجلة بطلبه ومنحته كاميرا صغيرة ملونة وكانت النتيجة أن عاد لها من مكة المكرمة بمجموعة من الصور الرائعة و النادرة التى نشرتها المجلة في عددها الذي صدر في شهر يوليو 1953م .

وقبل نشر الصور وعقب عودته من أرض الحجاز , التقى المصور الحاج عبدالغفور شيخ في مدينة نيويورك بالأمير فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – وكان وقتها وزيراً للخارجية السعودية ورئيساً لوفد المملكة في الأمم المتحدة , واستعرض معه شرائح الصور قبل نشرها . وعندما نطالع هذه الصور النادرة سنجد ما يلي :