ريع الرسام احتضن أول مسرحية بمكة

 

تلك التجاعيد على وجه ابن الوزير لا تخفي ملامح الحزن على حي "ريع الرسام" الذي أزيل نتيجة التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف حيث سكن ونشأ وعائلته بهذا الحي، مع العوائل الأخرى، مثل: (اليازي، الأشراف، العبادي، الحجي..).


العم فاروق الابن الأكبر لوزير المواصلات السابق محمد عمر توفيق –رحمة الله-، يعود إلى ماضيه ويسرد لـ "مكة" ذكرياته التي طالما بقيت في ذاكرة بلا مكان، فقال عن سبب تسمية الحي بهذا الاسم "قال لي أحد سكان هذه المنطقة إن سبب التسمية يعود إلى شخص كان يتقاضى الرسوم من الحجاج القادمين لمكة".


ويقول "متبسما" تعلمت بمدرسة الزاهر في مكة فكنا نذهب للمدرسة إما عن طريق الباص أو خط البلد وكنا نقوم بنشاطات مدرسية منها التمثيل، وحفظتُ القرآن من المصحف.


شارك في أول مسرحية بمكة كانت في الحي وتحديدا في " دكة " بيت الأشراف كان اسمها مسرحية القادسية وذلك في 1378، شارك فيها أبناء الحي، ابن حي ريع الرسام يجسد حب أبناء مكة للقراءة وتذكر عندما كان يقوم بشراء مجلة سندباد من المكتبة ليقرأها ثم يرميها داخل سور الجيران ليقرؤوها فقد كانوا يتبادلون الكتب والمجلات، ويتذكر المكتبة التي يشتري منها المجلات وهي المكتبة الثقافة في حي القشاشية "سابقا" وكانت آنذاك المكتبة الوحيدة في مكة".


اشتهر أبناء المنطقة بلعب كرة القدم، الكبت، البرجون ويضيف، قائلا "نقوم باختراع ألعابنا مما يتوفر لنا من إمكانات كعلب الصلصة المعدنية".


وفي حديثه عن الطرق في ذلك الوقت يصفها العم فاروق قائلا "كانت الرمال تكسوها فنحن لا نريد الاسفلت، نحب بساطة الأيام السابقة"، فكان السكان في "ريع الرسام" يخرجون من بيوتهم سيرا على الأقدام للذهاب للحرم بكل سهولة.


أما المنازل في ذلك الحي معظمها من صناديق والبعض منها مبني بالحجارة، الصرف الصحي بالمنزل كان عبارة عن مجرى تصب مياهه في حفرة.


ويشعل موظف البلدية "الأتريك" في فترة "المغرب" ويعود لإطفائه قبل الفجر، يقول العم فاروق "جلسنا تحت الأتريك في رمضان كثيرا نتبادل الحكايات، ونقوم بتجميع البليلة لبيعها تحت "الأتريك" وأخيرا نقوم بأكلها جميعا".

المصدر : صحيفة مكة / ميسر جبر 1435/3/20هـ