" المِداد " حفظت التراث والثقافة ... فاستحقت التكريم

" المِداد " حفظت التراث والثقافة  ... فاستحقت  التكريم 

أحمد صالح حلبي 

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، كرّم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة ، مساء الأحد الماضي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، الفائزين في الدورة الخامسة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» من المؤسسات والشخصيات الثقافية والفنية ، ونالت مؤسسة المِداد للتراث والثقافة والفنون جائزة المؤسسات الثقافية في مسار القطاع غير الربحي لجهودها في تدشين مكتبات وقفية ومتاحف ومعارض ثقافية وفنية ، مثل دار الفنون الإسلامية ، ومشروع خطاط المسجد النبوي ، ومشروع آيات.

وحصول المؤسسة على هذه الجائزة يأتي تكريما وتتويجا لعطائها في خدمة التراث والثقافة والفنون ، وهي التي برزت بدعم ورعاية وقفية الشيخ صالح صيرفي ، وجاءت فكرتها " انطلاقاً من أهمية الثقافة كمحرك أساس في أي مجتمع إنساني، ودورها المحوري في الحفاظ على هوية الأمم ومكتسباتها، والارتقاء بالوعي الإنساني في إطار التنوع الثقافي. وتهدف المؤسسة لأن تكون واجهة حضارية وحاضنة رئيسية للحِراك الثقافي بمدينة جدة ونموذجًا يحتذى به للسير بخطى ثابتة لتحقيق التنمية الثقافية المستدامة في سياق عملية التنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالغ بالمشهد الثقافي بالمملكة " .

وتشرفت بزيارة متاحفها ضمن أعضاء فريق نادي قبلة الدنيا في الرحلة السياحية التاريخية التي نظمها النادي يوم 20 يناير 2024  بالتعاون مع جمعية اتحاد المرشدين السياحيين ، فأطلعت على المقتنيات الإسلامية في دار الفنون الإسلامية ، ومتحف "المكتين" ، ومعرض "ألف اختراع واختراع" ، ومعرض "جدة بوابة الحرمين" ، ومتحف "الخط العربي" ، ومتحف دار الشفاء ، ومعرض الأميال الحجرية ، وساحة الزهرة ، واختتمت جولتنا بزيارة  معرض الشيخ صالح صيرفي ثم متاجر الهدايا ، وسعدت بالالتقاء بالأمين العام للمؤسسة المهندس / أنس صالح صيرفي والحديث معه عن المؤسسة وشكرته على ما قدموه  من جهود للحفاظ على التراث والثقافة ، لكنه رد قائلا  : ما قدمناه هو جزء من عمل كبير نطمح للوصول إليه . 

وهي إشارة إلى أن المؤسسة ومجلسها حريصة على إيجاد المزيد من المتاحف المتخصصة لتكون مؤسسة ثقافية تحافظ على الآثار وتعرضها بشكل جيد ، وتنقل للأجيال قصص كفاح وبناء . 

ولم تكن تلك الزيارة هي الأولى حتى وإن انحصرت في جولة بالمتاحف وداخل أروقة المؤسسة ، فقد سعدت  بحضور حفل تكريم الأستاذ الدكتور معراج بن نواب مرزا العالم الجغرافي وأحد أبرز مؤرخي مكة المكرمة في العصر الحديث ، الذي اقامته الجمعية التاريخية السعودية مساء الأربعاء 17 / 6 / 1446هـ ، بقاعة الصفا بمتحف المكتين بحضور عدد من أصحاب المعالي والفضيلة وأعضاء هيئة التدريس بجامعتي أم القرى والملك عبدالعزيز وشخصيات اجتماعية وإعلامية  . 
وهو ما يعني أنها مؤسسة ثقافية تفتح أبوابها للمؤسسات والجمعيات الثقافية لتكريم الرواد والمساهمة في تكريمهم ، وهذا ما برز في تكريم  المهندس أنس بن صالح صيرفي للأستاذ الدكتور معراج مرزا يومها بإهدائه صوره  فوتوغرافية أصلية للصحن الداخلي للمسجد الحرام التقطت من زاوية نادرة، وهي النسخة الوحيدة المعروفة من هذه الصورة للمصور المصري المعروف بهجت الاسكندراني .

واليوم وأنا أرى وأسمع وأقرأ حصول مؤسسة المِداد للتراث والثقافة والفنون على جائزة المؤسسات الثقافية في مسار القطاع غير الربحي ، فإني أقف احتراما وتقديرا لعطائها وما بذلته من جهود للحفاظ على تراثنا الثقافي والعلمي والفني ، وما أبرزته من موروث نقل للأجيال الحالية ما تركته الأجيال السابقة من آثار وأعمال وفنون وممارسات ، وما قدمته من خدمات لطلاب العلم ساهمت في دراسة الموروث الثقافي والتعرف على الآثار .

وفي الختام فإن تكريم مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون ، وغيرها من المؤسسات والأفراد ، هو تكريم للإبداع وتقدير للعطاء ، ودعوة للمشاركة في حفظ التراث والعناية به .