جسر الجمرات.. أعظم المشاريع التاريخية بمنى

يعد مشروع «جسرالجمرات» بعد التوسعة من أعظم المشاريع التاريخية التى لم تشهد منى مثيلًا لها على مرِّ التاريخ وأشتمل المشروع على مهابط الطائرات المروحية في أعلى منطقة في المشروع للاستفادة منها في حالات الإسعاف والطوارئ، وتم ربطها بمخارج للإخلاء عن طريق ستة أبراج للطوارئ متصلة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات، وتم وضع اللمسات الأخيرة للجمرات بتركيب خيام بيضاوية الشكل على الطابق الخامس، استكمالًا للمرحلة الأخيرة من مراحل المشروع الذي سينتهي خلال أيام قليلة، للاستفادة منه في موسم حج هذا العام.

وتم تهيئة مهابط الطائرات، وتركيب نظام الرش الآلي لتلطيف الأجواء، حيث تم تنفيذ المشروع على خمس مراحل بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 4,2 مليارات ريال، ويتكون من أربعة طوابق إضافةً إلى الدور الأرضي، ويستوعب قرابة أربعة ملايين حاج، وتم تطوير ساحات كبيرة في منطقة الجمرات تستوعب مئات الآلاف من الحجاج، وكذلك إيجاد نظام آلي لتنظيف الساحات وإيجاد نظام نقل ترددي بالقطارات ينقل الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات، ومنها وقت النفرة إلى الحرم المكي الشريف، مع ربط هذا الجسر بمخيمات الحجاج على سفوح جبال منى وإنشاء عيادات طبية ومصاعد إلكترونية إضافةً إلى (12) نقطة للدخول ومثلها للخروج وربطها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة.

كما تم تكييف جميع أدوار منشأة الجمرات، بما فيها سقف الطابق الخامس الذي سيتم تكييفه بنظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي، ويضخ نوعًا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، مما يؤدي لخفض درجة الحرارة (29) درجة، وأنفاقًا أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناءً على دراسات ميدانية وهندسية.

ويجسد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الرعاية والاهتمام اللذين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار بما يمكنهم من أداء مناسكهم في أيسر السبل وأفضلها وبما يحفظ لهم سلامتهم.

وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية، وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد، وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر، مع ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات واستعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحة، حيث توجد أربعة مبان للسلالم العادية والمتحركة: اثنان منها يقعان شمال شارع الملك فهد، واثنان في الساحة الشرقية للجمرات، إضافة إلى وجود 40 سلمًا للدخول حيث تضم مباني الصعود (4) سلالم متحركة في كل مبنى، أي ما مجموعه 16 سلمًا متحركًا بعرض متر لكل منها، وسلالم ثابتة للطوارئ في كل مبنى بعرض مترين لكل منها، أي ما مجموعه 16 سلمًا، كما أن هناك اتصالًا بين الأدوار المختلفة عبر السلالم المتحركة والثابتة للموازنة ولاستعمالها في الحالات الطارئة بما في ذلك الدور الرابع.

المصدر : المدينة 1432/9/19هـ - محمد رابع سليمان .