المكتبات في مكة المكرمة
ربما لا نعرف للمكتبات اسماً في مكتبة قبل القرن الخامس الهجري. وإن كان ذلك فلا يعدو أن يكون بعض الرجال يحتفظ في منزله بمجموعة من الكتب وهذه كانت بداية للمكتبات الخاصة. وقد أنشأ في المقام المالكي الشيخ محمد بن عبدالله بن فتوح المكناسي خزانة للكتب المالكية. وذلك بأن وقف كتاب المقرب المكون من ست مجلدات.. وذلك في سنة 488هـ. إلى جانب عدد من خزانات الكتب أقيمت هناك.
وفي سنة 594هـ أمر ملك اليمن نور الدين بن صلاح الدين الرسولي بإنشاء رباط في مكة وأوقف فيه نفائس من الكتب كالمجمل لابن فارس والاستيعاب لابن عبدالبر. وغدا هذا الرباط من أحفل الأربطة الأخرى بمكة بالكتب ويعرف هذا الرباط فيما بعد برباط الحضارمة.
وفي سنة 641هـ كان للأمير شرف الدين إقبال الشرابي مدرسة مجاورة للحرم، أوقف فيها كتباً في مختلف الفنون.
وفي القرن الثامن أمر ملك بلاد فارس السلطان شاه شجاع بإنشاء رباط قرب الحرم وأوقف فيه في سنة 827هـ كتباً. وأرسل إلى الحرم بالمدينة خزانة كتب جليلة. وكان قد أنشأ رباطاً آخر هو رباط الخوزي بمكة.
وكان لمؤرخ مكة تقي الدين الفاسي مكتبة عامرة بالكتب.
ولمؤرخ مكة القطبي مكتبة عامرة بالكتب جمع فيها ابن أخيه الشيخ عبدالكريم المتوفي (1014هـ) أربعة عشر ألف كتاب.
في عام 882هـ أوقف الملك قايتباي مكتبة جعل مقرها مدرسته بجوار الحرم المكي وعين لها خازناً براتب مقرر. ونظم لها بيان لسجل كتبها وسطت عليها أيدي المستعيرين. وضيعوا منها جانباً كبيراً لم يبق إلا ثلاثمائة مجلد. ولعل هذه أول مكتبة عامة نظمت بمكة المكرمة.
وبمرور الزمن تكونت في مكة مكتبات غدت مع الزمن حافلة بالكتب ولكنها ذهبت ضحية السيول المتوالية منها ما وقع في 19/8/1039هـ الذي هدم الكعبة. وذلك في زمن السلطان مراد.
وفي القرن الثالث عشر الهجري أنشئ بمكة مكتبات منها:
1 - المكتبة السليمانية: أنشأها السلطان عبدالمجيد. جمع فيها كتباً أحضرت من الأستانة. حتى صار ما بها (3653) كتاباً. وقد غرق كثير من الكتب بها في 8/5/1278هـ حيث دخل السيل من نوافذها القريبة من الأرض.
2 - مكتبة الشرواني: أسسها شرواني محمد رشدي باشا. والي الحجاز سابقاً.
3 - مكتبة الحرم: كان السلطان عبدالمجيد قد أمر ببناء مدرسة ومكتبة. فتوفي قبل إتمام ذلك. وقد جمعت كتب السلطان. مع بعض الكتب التي أوقفها العلماء والأعيان. وأضيفت مكتبة الحرم التي أصبحت معروفة بهذا الإسم منذ سنة 1357هـ وبها (9338) كتاباً منها (1500) مخطوط تقريباً.
ومن المكتبات الخاصة المهمة:
مكتبة الشيخ حسن عبدالشكور وبها نوادر من المخطوطات. والمكتبة الماجدية جمعها الشيخ محمد بن ماجد الكردي وتضم بعض من المخطوطات. ومكتبة الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ سليمان الصنيع، والشيخ أحمد بن إبراهيم الغزاوي وغيرهم.
ولا ننسى أن نذكر من مكتبات مكة. مكتبة (رابطة العالم الإسلامي) في عهدنا الحاضر التي لا نعلم بقدر محتوياتها.
المصدر: مجلة العرب، العدد 10، السنة 2، ص893-906
0 تعليقات