محبو مكة

 

* أينما يُولَّ المرءُ منا وجهَه ،وحيثما حملتْه قدماه إلى العديد من المدن،تعيش مكة في ذاكرته، سيجد أن لهذه المدينة المباركة من مباهج الحسّ والإحساس ما سيَصْرفه، بصَراً وفؤاداً،عن محاسن كل المدن، سواء زارها أو عاش فيها من قبل أو سمع عنها!


*أقول هذا رغم أنى غادرتها وآنا في الابتدائية لكن يحملني على التصريح المباشر بحب هذه المدينة، والغلّو في الإفصَاحِ إني شهدت ميلادي !

*هنا، تبرزُ أكثر من ملاحظة يختزلها هذا السؤال: (لِمَ كل هذا الحب لمكة؟) وهناك من قد يفْتنُني بسؤال آخر أكثر تحدياً فيقول: كيف وأنت تجهلين شوارعها وأزقتها وجاراتها وتلاشت بعض لهجتك المكاوية إلاّ جزءاً من اللَّمم ؟!

*وتصدّياً لذلك السؤال أتساءل:(متى كان لزاماً على اي من محبّي مكة،كائِناً من كان،أن يقدّم وثيقةَ (تبرير) لحبه، إذا كان غادرها فهي تتسلل إلى قلبه مستترا عبر نوافذ (اللاّ شعور)

* مكة طيفٌ جميل لمدينة تُلهمُ العاقلَ..وتفتن العابد يعْشقُها من زارها ومن سكن وولد فيها، ثم يشدّون إليها الرحال ولا يملُّون لها عشرةً ولا مقاماً ! ولمكة (نغم) خاص في التعبير عن نفسها.

*وأودّ أن أستثمر مناسبة الحديث.. إلى حلم يداعبني أن تكون مكتبة عامة بين أحضان مكة، مجهزة بأحدث التقنية للتواصل مع مليار ونصف مليار مسلم في العالم وتحتوي على قاعات للنقاش والحوار.وبها مواقف للسيارات وجسور وقطارات يصلها كل مسلم بيسر.

مكتبة عامة تعنى بخدمة المعرفة، جمعاً وتصنيفاً ورصداً، أي مؤسسة ثقافية كبيرة في طموحها, سخية في عطائها، قوية في حضورها ومواكبتها لأعراس الوطن ومناسباته! وينشأ تعاونٌ وثيق بين المكتبة العامة وبين القطاع العام والخاص للاستفادة من العلوم والمعارف من كل قطاع في الوطن ومعلوماته.

*أنها مكة تستحق منا ومن أمير منطقتها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن يتحقق هذا الحلم إلى عصر النهضة والفكر وأضواء الإسلام. ولان أميرنا حاضر بيننا يطرب الحي بفكره وقلمه ولسانه منذ توليه إمارة منطقة مكة المكرمة، لا ينفك يغرد فوق دوح هذا الوطن، وهواجس اليوم، وأحلام الغد،فهل سيتحقق حلم مكتبة مكة على يد أميرنا!.

المدينة 1432/8/6هـ