خواطر حاج
المشكلة الثانية هي الافتراش الميكانيكي المتمثل في الأوتوبيسات الضخمة الرابضة بمنى والتي تشغل مساحة كبيرة منها.. ليبقى الحل في قطار المشاعر أو عمل قراجات أرضية لتلك الأتوبيسات.
حججت العام الماضي بحمد لله وبطريقة نظامية ومع مطوف رسمي بعد ان مرت ست سنوات على حجتي السابقة مما مكنني من التعرف على التطور في خدمة الحجاج.
ان اجتماع الملايين من الحجاج في مكان واحد وحفظ أمنهم وتوفير ما يحتاجونه من الماء والغذاء والخدمات لهي معجزة من معجزات الإسلام ومفخرة عظيمه لبلادنا السعودية إذ قلما اجتمع في بلاد العالم المتحضرة واحد على مائة من هذه الأعداد ولساعات محدودة إلا واختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى واختل النظام.
ويدخل ولاة أمرنا على الحج في كل عام الكثير من الخدمات والتسهيلات بما يوفر أقصى درجات الراحة والأمان لحجاج بيت الله وقد لاحظت في العام الماضي ان رمي الجمرات لم يعد يشكل خطورة كبيرة كما كان في السابق بفضل التصميم الرائع لجسر الجمرات كما قللت توجيهات وزارة الحج التي ترسلها باستمرار لمخيمات الحجاج عن اوقات تحرك الحشود قللت كثيرا من شدة الازدحام.
كما لا ننسى الراحة التي ستوفرها التوسعة العظيمة للمسعى هذا العام بعد ان لمسنا فوائدها في شهر رمضان الماضي ومن وجهة نظري كحاج فإن ما تبقى من مشاكل يتمثل في أشياء قابلة للحل أولها الافتراش البشري الذي يمكن ان يتلاشى تدريجيا والمشكلة الثانية في الافتراش الميكانيكي المتمثل في آلاف الأتوبيسات الضخمة الرابضة بمنى وحيث ان المساحة التي يشغلها الأتوبيس الواحد تبلغ 15 مترا مربعا فإن ألف أتوبيس ستشغل مساحة 15 كيلومترا مربعا من أراضي منى الضيقة والحل في قطار المشاعر أو عمل قراجات أرضيه للأتوبيسات المنتظرة تصعد منها عند الطلب.
كما أننا نحتاج لطريق خاص بعربات التموين والدفاع المدني والأمن ومن الأفضل ان يكون طريقا تحت الأرض لتسهيل الحركة وتسريع الوصول.
وبما اننا نستقبل في حج كل عام عددا من الملوك والرؤساء من الدول الإسلامية فاننا نحتاج أيضا لطريق مخصص لكبار الشخصيات يكون مستقلا بنفسه ولا يتقاطع مع طرق الحج العامة كما أتمنى ان لا نستبدل الخيام بالمباني المرتفعة لان المباني العالية قد تخلق مشاكل غير متوقعة.
وفي الختام أسأل الله ان يحفظ الحجاج والمعتمرين ويعيدهم إلى ديارهم سالمين.
المصدر / جريدة المدينة / الخميس 6/12/1429هـ
